بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 أيلول 2018 12:04ص أبي

حجم الخط
بيني وبينك... يا أبي
لغة تعرت رموزها
على كثافة حضورك
والجسد الخافت
- الجدار السراب -
العالق بين هنا وهناك
ها جسدك..
المنهك من عناقيد الوقت،
من تناعس الأرق،
تلمه ابتسامات تلك الصغيرة «كاتيوشا»...
ها جسدك
يقطف تناثر الفرح من مآقي الطفلة الصبية،
ومن تهافت حقولها، يزيح ترف الشمس وأشرعة الدفء.
ها هو..
- وهم -
عصفور سئم هباء الأرض،
وثقوب السديم اشتاقته..
يشلح بطش الوجع
يشذب الأحلام..
ها هو..
ورياح العدم تصير مركباً،
والقصائد الندية ألقته على حافة قلمه
يترك يديه في جوع الصقيع...
ها هو..
ها هو..
ومزامير الضياءات اشتهته،
تهجره أصابع الحب المورق في زوايا المنزل
.. تمزقه متاهة الطريق
يطرحه رداء الوقت
فينعتق من توهم مدائن الزمان والمكان..
.. هالنور يشده إلى عود مداراته
ها النهايات ترتجف فوق سريره
وتمسي المغامرة نسيماً يداعبه العشب
وحيداً... وحيداً
يحضن صوته وهطول الحنان،
يضم أزاهير اللمسات،
يحزم مطر الذكريات،
ووشم الأحبة - وحده - يعانق أهدابه،
يطأ قطار الغبار
وسر الرحيل - وحده - يسكنه
يموج في اللاوصول
ينهمر في العبور... في أسفار التحولات.
وها أنا..
ها أنا
صباحي أبكم.. خده مبلول..
ضجيج الأحافير يلحد قلبي
وعيناك يا أبي..
ألمأمن الوحيد
في ظلام هذا الدوار الذي يتهاوى بي.
كاتي يمين