بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الأول 2018 12:03ص أطوار العمران في طرابلس بين الفن المعاصر والإرتباط التاريخي

حجم الخط
بلغت رحلة اطوار العمران قرونا طويلة وما زالت الهوة قائمة بين الفن والحاجة الى ابنية سكنية بغض النظر عن الاحتفاظ بالتراث الذي تهاوى، ولم يبق منه الا القليل. فهل نبكي على اطلال ما صممه المهندس العالمي اوسكار نيماير؟ أم نتجدد بالفن المعاصر الذي مازال واقعا في جدلية تفصله عن الفن وتجمعه فيما يسمى «الاتجاه» لان الفنان المعاصر مغرم بالفراغات وبالصدى البصري والسمعي بينما المهندس المعماري يتخذ من فنه الوظيفي متعة للعيش عند اصحاب البيوت الذين يبحثون عن الراحة، وما بدأ منذ حوالي عشر سنوات حط رحاله في طرابلس دون ندوات مكثفة او شرح مخصص للفن المعاصر الذي القى بثقله في مدينة مازالت تبحث عن ذاتها فنيا لندرة المعارض الفنية فيها من قبل الفنانين من خارجها، وهي التي احتضنتها القلعة الاثرية المفتوحة على العالم بابنيتها العتيقة والمتجددة، والمشهد السكني المكتظ في السويقة التي تحتاج الى مشروع الفنان الاميركي «جوردن ماتا كلارك»   وهي تدمير المباني المتعددة لخلق الفراغ البصري الذي تحتاجه القلعة. فهل هذا ممكن؟ ما بين مكعبات الفن المعاصر وضيق المساحة المصطنعة التي يحتاجها لتنفتح المساحات للهندسة المعمارية الخلاقة  المؤدية لادوار جمالية فنية بعبق يجمع بين قوة العمارة الهندسية والفن المعاصر رغم الثغرات التي مازالت تحيط بالفكرة عند الكثيرين من الفنانين الذين يمارسون التناقض التام بين الفكرتين مثل اعمال «جين كلود_كريستو» ومشروع الفنان الاميركي الذي عمل على تدمير المباني المتعددة لخلق فراغات يحتاجها العالم المعاصر، ولكن يبقى سؤالي مفتوحاً ماذا عن الفن المعاصر والفنان «ناثانيل راكو» الذي شاهدنا اعماله قي بيروت، وماذا عن منحوتات اناشار بصبوص وعمه ووالده؟ وكيف تكون اطوار العمران بين الفن المكسيكي المعاصر وبين اوسكار نيماير والقلعة. فهل من ارتباط بين ما هو مغلق وما هو مفتوح،  و بين ما هو مصطنع وما هو معماري هندسي، وما بين قلعة تئن من الاكتظاظ السكاني حولها؟ 
هل يتكامل الفن المعاصر والهندسة المعمارية وعلم الاثار وبات علم الصوت عبر الفضاءات المفتوحة يشكل نوعا من التحديات في علم الهندسة وفي الفن المعاصر معا، وريما في الكهوف الاثرية او التي احتفظت بالبصريات واختفى فيها ما هو سمعي الا في مغارة جعيتا ونغمات صوت الماء فيها، وما نظريات  اطوار العمران الا اختلافات العصور العمرانية عبر الزمن وسرعته وقدرته على الاحتفاظ بنكهة الحياة السابقة والحاضرة وتكوين فكرة للمستقبل، مما يعكس قوة التعاطي الفني الابتكاري والتواصل المعاصر مع الاثار المكتشفة والاستثمار الاجتماعي لذلك. ليتم فهم الماضي بالتوازي بين ما يراه المتلقي من مجموعة الاثار القديمة، وما يراه من تصاميم الفن المعاصربشكل اوسع وعبر مساحات مفتوحة على مشهد القطع الاثرية. فهل تم اكتشاف تتداخل العصور القديمة واثارها مع الماضي كما ينبغي في معرض اطوار العمران؟ وهل تم التقاط الخيال الاثري بتوافق مع الفن المعاصر؟ 
ما بين دار اوبرا سيدني تحفة العمارة في القرن العشرين  وتصميم «اوسكار نيماير»  عام 1960 في طرابلس  تجاوزات زمنية، وما بينهما من فروقات هندسية تطورية وضعتها قلعة طرابلس الاثرية في جواب عن سؤالي، هل تجتمع اطوار العمران والزمن يشكل آفة العصور كلها التي تتسابق على فتح المشهد البصري والامساك بالفضاءات والفراغات والتطور المبني على سرعة الزمن واحتياجاته الهندسية والبصرية؟   وهل من شىء ثابت في الحياة؟ ام اننا نحتاج الى التطور الفعلي الذي يجمع الامكنة بالتطور العمراني الذي نفتقده، وان ما امتلكناه من ابنية اثرية نحتاج الى تجديدها وفصلها وخلق المساحات الكافية لمنحها القوة الجمالية التي تحتاجها قبل ان نغمرها بالفن المعاصر او نجمعها به. لنشعر بالفن المصطنع المؤدي الى اظهار الفروقات القوية بيننا وبين المجتمعات المتقدمة . وما هي الثورة الفنية؟ هل هي معرض دولي يضم مجموعة اعمال لفنانيين من الدول الاخرى ام هو ثورة تظهر الهوة الكبيرة التي نعاني منها في طرابلس؟ وما هو دور علم الاثار في الفن المعاصر؟ وكيف تم استخدام قلعة طرابلس للتواصل المعاصر مع العالم؟