بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 أيار 2018 12:05ص أعمال الفنان الأميركي «ثاي بوي».. فن يمحو الموت بالحياة

حجم الخط
فن يخرج من النفس التي تتأمل وتنتج وتمحو الموت بالحياة يعكس الفنان «ثاي بوي» (Thai bui) الاحساس بالاضطراب النفسي الى اشكال تحمل الكثير من الرموز والاشارات  الجمالية التي يضعها في قالب فني عبقري يثير الذهن، فيشحنه بالطاقة الفكرية المولدة لعدة افكار اخرى درسها جيدا قبل القيام بها كالفعل وردة الفعل البصري،  بعد ان يجرد الشكل من كل الزوائد.  كأن ما يقوم به خربشات النفس التي تكتسي من الوعي نضوجه الفكري.  ليصمم اشكاله الفنية بنوع من التصميم القائم على استقراء الشكل خياليا، وعلى معادلات فيزيائية ورياضية ناتجة عن قدرة المادة على التشكل تبعا لقوتها وضعفها وتحملها، وما يمكن ان ينبثق عنها  من فن يخرج من النفس التي تتأمل وتنتج،  وتمحو الموت بالحياة او كل ما من شأنه ان يتجلى من طاقة سلبية وايجابية او من متناقضات يعتبرها سر الوجود والتوحد معه، بأحاسيس تضعك في متاهة الوجود واللا وجود ودون الحواجز التي تعيق ولادة الشكل الذي يسعى الى اظهاره او ولادته الى الحياة.  لنجد ان اعماله غالبا ما تحمل التسلسل الجيني النابع من التآلف بين كل ما هو سلبي وايجابي، وبقدرة الصمود امام ظواهر الحياة نفسها التي يقاومها بالفن بكل اشكاله وانواعه وتصميماته،  وحتى ابتكاراته الناتجة عن النفس واضطراباتها،  وكل ما يتولد منها او بالاحرى كل ما يتشكل فيها ويستطيع تنفيذه ليراه البصر بفكر استقرائي يربط الجزء بالكل،  ويجعل من قدرات الانسان هي القوة الحقيقية في الحياة والفن والجمال. 
يجمع الفنان الاميركي «ثاي بوي»  الاضداد ويضعها في تقارب مع اخرى.  لتكوين انعكاسات تتشابك مع الواقع وتجعله ضمن دوامة النفس التي خرج منها،  والى طفولة يعيد تشكيلها تبعا للاشكال الفنية التي يجعلها كنوع من اللغة الانسانية المشتركة ذهنيا مع البصر الذي يرى ويحلل ويفكك،  ويجمع ويعيد تشكل الاشياء تبعا لما هو داخل نفسه.  لهذا فهو يحاكي الاخر بالفن اي الانسان الاخر او ربما! هي الشخوص مع الاشياء الراسخة في الذاكرة،  لكنها تعاود الظهور بأساليب شبحية اخرى او باساليب الوعي النفسي الذي يجعل منه «ثاي بوي» خلية فنية تتكاثر منها الاشكال والاجسام، وكل ما يرمز لخلية الوجود او الحياة داخل الوعي الانساني وهي محاولة اعادة احياء لذاكرة طفولية تستنبش بالرسم والنحت والاعمال الابداعية كل ما هو حي داخل النفس الانسانية القوية،  بما تتمسك به، فلا يغادرها الا ويعيد تركيبها تبعا لما وضعه فيها من اسس حسية ومادية  وبتناغم بصري مع الطبيعة من حوله او مع الاشكال التي تؤلف عدة مواضيع مختلفة تبعا لرؤيته الخاصة والتسلسلات الناتجة عن الابتكار او التأليف الفني المرتبط ببعضه البعض ان من حيث الشكل او المادة او من التناقضات التي تخلقها التوازنات الناتجة عن ذلك اي عن المتناقضات او الانعكاسات او الداخل والخارج والمتغيرات التي تفرض نفسها مع الزمن لتبقى وسيلة الانسان في الحفاظ على وجوده الخاص.  
يصح القول في اعمال الفنان «ثاي بوي» ان بعض الاحلام تتحقق من خلال الاعمال الفنية والبصرية تحديداً، ورغم طفوليتها الا انها ملتزمة بالمعايير الفنية والنسب الجيومترية والرياضية، وكل ما من شأنه ان يجعل منها قادرة على خلق معادلات فنية تتكاثر مع الاشكال الكبيرة والصغيرة التي ينتجها منها «ثاي بوي» بفن هو اشبه باعادة احياء الجماد او الاحساس بالطاقة الايجابية في كل ما يحيط بنا حتى من النوافذ والدواليب والابواب والحجارة والحديد والالوان، وتصميمات البنية لكل شىء يضعه في ذهنه ويمنحه التناغم والتألف والتركيب ،والتلاحم حتى ضمن الاحتواء الفني والتكاتف الحركي مع المادة المختارة او الالوان او الخطوط والمساحة. الا انه كل عمل فني من اعماله هو ولادة لعمل اخر متوقع كبنية تخيلية تتسلسل مع الحياة.
اعمال الفنان الاميركي «ثاي بوي» (Thai bui) من مجموعة متحف فرحات. 

dohamol@hotmail.com


أخبار ذات صلة