بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 حزيران 2018 12:01ص أعمال الفنان الاميركي مايكل جون بيرن فضاءات اللوحة بتجريد المحيط

حجم الخط
 تصفو الالوان في لوحة الهيبي الانيق للفنان الاميركي «مايكل جون بيرن» (Michael John Burn) الذي وضع الظل كألوان داكنة لا تختلف في اهميتها عن الخطوط والتعبيرات الداخلية المحاكية لتفاصيل فنيه يمكن ان تؤرخ لفترة زمنية، ولمنطقة خرج منها الفنان بلوحة تتميز بقوة الخطوط الدقيقة والعريضة او الخطوط الاساسية والثانوية، المرسومة بنظرة تصويرية لا تخلو من حركة في تفاوت الضوء والخطوط ، اذ يتخذ من المنطق الرياضي تفاصيل تشكيلية  خلق منها  متناقضاته البصرية بين البعيد والقريب،  وبين الابعاد في فراغات يلتقطها الحس من محيط تركه وفق معادلات جمالية تزيد من قيمة الشكل الذي استفزه في تكوين مفهوم انطلق منه بثبات،  وان ضمن البورتريه المحتفظ بالاسس التشكيلية في خلق تناقضات التصوير والتعبير والنسب الفنية المثيرة للحس الجمالي،  وبتساؤلات تزيد من التفاعل البصري والحسي للوحة هي جزء من تاريخ الهيبي. لكنه منحه صفة الاناقة كما اللوحة الانيقة في معادلاتها اللونية والرياضية حيث ترتبط التاملات بالابعاد قبل الهيبي الذي رسمه بفن تصويري ملتزم بالخط الفراغي المتكون بشكل ايحائي هو اساس اللوحة غير المرئي. الا انه انطلقت منه الخطوط، لتتكون اللوحة باسلوب السهل الممتنع او التصوير بلغة تشكيلية تتقارب معها الحواس بتوليفة منسجمة مع الرؤية التي جعلت من اللوحة موضوعا مكتمل الاركان تشكيليا وبصريا وفنيا.
يفتح الفنان «مايكل جون بيرن» فضاءات لوحته بتجريد المحيط ، وجعله عبارة عن  قوام اخر معاكس للامتلاء حيث يجعل من الريشة عدسة تضىء له جوانب اللحظة التي يرسمها بفن مختلف عن اللغة التشكيلية نفسها . اذ يضع الهيبي في خط مائل مع الخطوط الاخرى المتناغمة بتداخل مع ايقاعات الالوان ايضا،  واتجاهات الضوء وهذا يشكل نوعا من النغمة البصرية المرتبطة بالهيبي والتناقض معه من حيث العشوائية الحياتية التي يتخذها، وان كان السبب هو برودة الالوان، وبخربشات تشبه التصميم الاولي لرسم هو اساس لرسومات اخرى، وكأن الرمادي الحيادي لا يختلف عن الابيض والازرق، والخطوط الفاصلة التي تمنح الشكل تفاصيله الجمالية او المؤثرة في الشكل من حيث قدرته على الانسياب في التكوين بسلاسة تحتفظ بالتعبير اللحظي الذي شدد عليه «مايكل جان بيرن» وان من خلال التغيرات التي جعلت من البورتريه التصويري تعبيرياً نوعا ما او مجسداً لضوء تتشكل بواسطته الاشكال والالوان، وضمن نقاط يمكن تحديدها بصريا، ان حاولنا تجريد الشكل والاحتفاظ بالنقاط الاساسية التي تجمع كل خط بحركة مختلفة، ربما في هذا دراسة للضوء وانعكاسه بين النقاط او بين الخطوط وصولا الى الحذاء، وغرابة تمرير اللون مع الظل كانعكاس يختصر اللوحة ومعناها او للاحتفاظ باهمية اللحظة التي جسدت الهيبي في لوحة محسوبة بدقة،  ان ضمن نظرية الضوء واسقاطاته على الاشياء، وحتى على الالوان وتأثيراته عليها ضمن حركة الظل مع اللون على مساحة متخيلة. فهل حاول «مايكل جون بيرن» رصد حركة الظل على الالوان في بورتريه تشبه لحظة فوتوغرافية احتفظ بها البصر وترجمتها تشكيليا الحواس؟  الهيبي او الانيق او التأمل اللحظي او حتى البورتريه المحتفظ بزمن يجعلنا نرى غرابة الفكرة في هذه اللوحة المثيرة لحسابات كل نقطة فيها ومجموعها. فانطلاقة كل خط تعيدنا الى المناظر المفتوحة على تلقائية التكوين الضوئي في الفضاءات المفتوحة. وكأنه يمارس لعبة الاختفاء خلف الشكل،  وبايحاءات تجعلنا نرى المقعد الذي يجلس عليه مستقلا عنه . اذ يمكن تفريغ اللوحة بصريا والابقاء على الهيكل الضوئي الذي جعل من الاشياء موجودة في اللوحة،  وهذا ما جعل من اللون الابيض والرمادي في تقارب بصري مع الازرق الداكن أو مع الخيالات الصادرة عن كل ذلك وبفن تشكيلي احتفظ بالهيبي الانيق . 
لوحات الفنان   الاميركي «مايكل جون بيرن» (Michael John Burn) من مجموعة متحف فرحات