بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 تشرين الأول 2019 12:00ص أعمال الفنان النمساوي بيتر نوسباوم: إيماءات هندسية وإسقاطات بصرية

من اعماله من اعماله
حجم الخط
تستحوذ رسومات الفنان النمساوي «بيتر نوسباوم» (Peter Nussbaum) على ايماءات هندسية ذات اسقاطات بصرية  لانهائية، وان كانت ذات حساسية تخيلية ينتج عنها المزيد من النسب والاشكال التي تتوالد تباعا عبر الابعاد المتعددة الرؤى، القادرة على ادخال عدة ادوات مساعدة في ابراز الحجم او مواد فنية ذات تقنيات تقاوم الجفاف الهندسي، بمعنى منح الاشكال ديناميكية التغيير المتعلقة بتقنية هندسية تجريدية تثير عدة تساؤلات، منها الواعي واللاواعي وحتى الساذج، لما تحمله الاشكال من مفاهيم رياضية وهندسية تسمح بالدخول الى البناء الحركي للشكل الواحد او للخظ وابعاده المرنة، مما يخلق اشكالا جديدة تحقق الكثير من الاهداف البصرية المتميزة بزواياها وقوتها على الجذب بمتانة تسمح بترسيخ المفاهيم في الذهن، لاستنباط عدة اشكال تخرج من الشكل الاساسي المخفي او الذي يستبطنه «بيتر نوسباوم»  بمفارقات تتساوى وتختلف معها الخطوط المفتوحة والمغلقة.   

لتوسيع المساحات المتخيلة ما بين مستقيم ومنحني ومكسورمن خلال الادراك الحسي الذي يغذي الاكتشافات الناتجة عن ردود الفعال للاولوان. اي التضاد بين البارد والحار من الفواتح والغوامق، لتتشكل ردود الافعال وفق اذواق المتأمل لرسوماته، فاللوحة عبارة عن بناءات من الاشكال والاحجام بخصائصها الرياضية من صغير وكبير وتوازنات تشد بعضها البعض تسمح بتطوير التخيلات، وكأن الشكل هو طور من اطوار النحت الذي يكتسب من الفراغات انعكاسات الضوء على الالوان التي يتلاعب بها. فهل من ايماءات رياضية في الالوان ايضا؟ ام ان اطوال الموجات اللونية يؤثر على طول الشكل وعرضه؟ 

خطوط جانبية مائلة وذات اتجاهات تؤثر على الاشكال المسطحة، الملغزة فنيا بأنماط هندسية ثابتة الابعاد،  ليحقق مثالية لا تتأثر بالتعديل الهندسي على كل شكل يتوالد من آخر،  ليوحي بفتح آفاق عبر السطوح المرئية،  لتنجذب العين نحوه بقوة وتشكل ضيط المعايير تلقائية بفطرة قادرة على توسيع قدرات المتخيل،  لكل شكل جديد آخر ينتج عن الشكل الاول، وبهذا تقوم رسوماته بتجديد ذاتها من خلال انتاج آخر هو جزء من كل يمكن اضافة تعديلات له. لتتكون من خلال الرؤى الهندسية المختلفة الابعاد  فراغات هي اشكال اخرى ايضاً تحقق الايماءات في الفضاءات التي تشمل الاشكال المتحركة وقوة تمثيل الحجم من خلالها. فهل يحاول وضع معادلات جيومترية من الاشكال الشابحة في فضاءات لوحاته . ام انه يقارب الابعاد ليمزج بين الرسم والقدرة على النحت الهندسي المتخيل؟ 

ربما من الصعب قراءة اعمال «بيتر نوسباوم» دون ان ينتج عنها معادلات محسوبة بصريا بدقة، لأن كل شكل يولد من اشكال اخرى في اعماله هو كائن بصري متحرك في الفضاءات الساكنة القوية الجذب لونيا، للمفارقات المحسوبة بدقة بين الخط واللون وتأثيرهما على البصر او على الذهن. ليدفعنا نحو التساؤلات التي تؤثر على الخلق الفني، بمعنى اين نحن من الفضاءات الاخرى التي تحتوي على حركة لا نراها او لا نفهمها ناتجة عن تمثيل الاجسام في الفضاءات؟ او بتوضيح اخر حركة الانسان على الارض وما يماثلها من حركة لكائنات اخرى لا تراها العين المجردة، ولكن نفهمها بصريا تبعا للمعادلات. فهل من فلسفة في فن هندسي هو حقيقة وجودية في فضاءات حرة؟ 

يعزز الفنان «بيتر نوسباوم» تعبيرات الالوان بالخطوط الهندسية المائلة التي تعكس على المسطحات ايماءات منخفضة الترددات او الموجات اللونية ذات القياسات الحيوية الفعالة في منح الاشكال الصغيرة والكبيرة انعكاسات كالمرايا، ليبدو الضوء كالطيف المدرك بشكل حسي مرتبط بقوة الاستيعاب لجميع الحركات الناتجة عن الخطوط الحسية والحدسية او بمعنى آخر ادراك العوالم المادية من خلال الشكل والعوالم غير المادية من خلال اللون او الانعكاسات الاخرى. فهل من سيطرة قوية على الأشياء من حولنا يريد أن يخبرنا بها نوسباوم من خلال الفن الهندسي وايماءاته البصرية؟