بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 حزيران 2019 12:02ص أعمال الفنان جان بول باريت أسلوب فني لمحاور بصرية

من أعماله من أعماله
حجم الخط
تتميّز أعمال الفنان الفرنسي «جان بول باريت» (Jean Paul Baret) بنقاء بصري ذي صياغة رقمية، مما يحقق ديناميكية في حركة الخطوط، والحركة الفراغية في فضاءات افتراضية تميل الى التأليف الداخلي بتوسيع فني يمنح المساحة مساحة أخرى افتراضية ذات حوارات لونية تتأرجح بين الشكل والحجم في الخط، وبحيوية تميل الى خلق المرونة في الانعكاسات، مختصراً ردود الأفعال بالتصميم، ليتذبذب البصر معها، وبتنظيم مسارات الخطوط بدقة، لتكوين عدّة أشكال في رسم واحد حدّد نقاطه واتجاهاته، وحصره في الاتجاهات المعاكسة للون، مما يسمح له إجراء تحليلات مرنة تجعل من التماثل بؤرة بصرية محفّزة حسّيا لإلتقاط إشارات الشكل الخفي الذي لا يتطابق مع الظاهر، وإنما يتضاد معه إدراكيا في عدة مسارات فراغية محتملة تجعله لا نهائيا، ويمكنه افتراضيا أن يكرّر نفسه ويمتد الى ما لا نهاية، كعجينة ورقية تمتد وتنقبض، إلا انها تشكّل مساحة للخطوط الحركية التي يرسمها وفق مواقع افتراضية تمثل سلوك الخط في اتجاهات اللون أو الفراغ ليتم رؤية الشكل وفق خدعة بصرية يتقنها فنيا. فهل مواقع الخطوط المدركة هي ظل الخطوط اللونية الأخرى؟ أم هي لعبة الخطوط على الأوراق وأسلوب طيّها عبر مساحة بصرية افتراضية تتعدّد الأشكال فيها، وبالتالي تمنح الحجم قيمة مضافة بالنسبة للمساحة؟ فهل هذه الرسومات حسّاسة بصرية وتؤدّي دورها في التفكّر والتحليل؟

كل خط هو إنعكاس للآخر، وكل شكل داخلي هو آخر خارجي بمعنى خلق معادلات بصرية ذات طابع هندسي، وبعبارة أخرى هي ديكورات يصممها لتتواءم مع المساحة الداخلية، أي يرسم الداخل من خلال الخارج، ليتلاعب بالمساحة الضيقة، ويمنحها اتساع أو العكس، وبمفهوم رياضي يخدع البصر ويشكّل مثالا صارخا للتعبير عن قيم ثنائيات اللون والخط بين الواقع الملموس والافتراضي، أو المساحة الموجودة والأخرى المتخيّلة، ليختلف بالمعنى في التصميم، فيستبدله رقميا بما يتوجب وجوده الواقعي ويصبح ديناميكيا على عكس ما نراه كخدعة مصدرها الخطوط ونغماتها، والألوان وتغيّراتها لفهم الاختلافات الناتجة عن الفضاءات الافتراضية والأخرى الموجودة على الورق. مما يسمح للعين بالتحليل الإدراكي وخلق صورة أخرى تضاهي الحقيقية، باختزالات حيوية هي وعي للفراغ الناشئ عن تكرار الخطوط واتجاهاتها، وبخصائص تجعل كل خط مدرك هو ظل لسواه، وبهذا يفتح المنظور البصري على مداه، لنشعر ان كل شيء يمكن تصغيره وتكبيره الى ما لا نهاية وفق الملامح التي يحددها للوصول الى الشكل الأساسي دون خداع للبصر على الرغم من التناقض بين حركات الخط واللون والتوازي أحيانا والبُعد بين الخطوط . فهل من إثارة بصرية تسمح بتحويل أعماله الى مجسّمات خارجية سابحة في الفضاء؟

أسلوب فني تنظيمي لمحاور بصرية يجعل منها «جان بول باريت» نظريات فنية تحقق لمخيّلته موسيقى هندسية ذات نغمات رياضية خاصة في فوائدها البصرية التي تمثل أهمية الخط في خلق فضاءات مدركة موجودة حتى الافتراضية منها. إذ دون الخطوط التي تتلاحم مع المفاهيم الأخرى لا يمكن التقاط الحركة الأخرى التي تجسّد علاقة الداخل بالخارج، وتمنحه صورة تتنوّع فيها مفاهيم التصميم أو نمو المساحة على المساحة الأخرى، وأتمنى في هذا المقال أن أكون قد وصلت الى تحليل مفهوم رسوماته أو تصميماته الفنية، لأنها وضعتني أمام الفن الذي يتمتع بتنسيق يتعارض ويتماثل ويتآخى مع اللونين تحديدا الأبيض والأسود، ويسمح للألوان الأخرى أن تساعد في إبراز الشكل أكثر وأكثر، وبابتكار دينامي مرئي يستلزم التحديق والتأمّل والتفكّر من الرائي.





dohamol@hotmail.com