بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 تموز 2018 12:31ص أعمال الفنان معتز العُمَري طواعية الصورة في تشكيل الفكرة

حجم الخط
تعطي لوحات الفنان «معتز العمري» (Motaz Omari)  انطباعا بتحولات بصرية، وتغيير التناقضات في اشكال تعتمد على التأثير الحسي المسطح،  الناتج عن طواعية الصورة الفنية المستخدمة في تشكيل الفكرة. لابهار الذهن وتحفيزه. ولاكتشاف ثغرات الضوء التي تمتد وتعطي الاحساس بالايجابية رغم صعوبة التقنية التي يستخدمها، والمعقدة  بسبب النتوءات التي قد تواجهه في طباعة الشاشة الحريرية، والمكونات المختلفة كالنسيج المستخدم والالوان، وما يتطلبه الاستنساخ وضمن لقطات متتالية تشكل كل منها نوعا من التماثل والتطابق والسيمترية، والتكرار البصري الايقاعي المعتمد على ترددات الاشكال، اي طولها وقصرها،  وتحديد نقاطها. لانتاج الشكل النهائي فنيا وبمعادلات دقيقة،  وفق تقنيات منها الاكرليك على القماش،  وتأثيرات شاشة حريرية ترخي بسحرها على البصر،  فتقبض على الحواس وتفرض تأملاتها على المتلقي. 
تركيز فني على المفهوم التشكيلي المرتبط بشاشة حريرية، وبألوان الاكرليك. لخلق تناقضات متعددة  من التمثيل التعبيري الناتج عن منطقية الفكرة المعالجة في لوحات تسمح للفراغات بتشكيل آخر سلبي يمنح بقية العناصر وجودا جماليا، محققا لنظرية القديم الجديد،   والمرتجل من الفنان نفسه الذي يعيد انتاج الفكرة بأسلوب ذي قيم تقنية مرتبطة بندرة تشكيلية، ربما لصعوبتها يمارسها بعض من الفنانين الذين يعشقون هذا النوع من الطباعة على الشاشة الحريرية واخراجها بتؤدة، وبجهد مضاعف لاكتساب القيمة عن طريق الاسقاطات على اسس الفكرة في اللوحة، ومنها ثنائيات تنطوي على قدر كبير من المفردات التشكيلية ذات حقيقة موضوعية معينة كلوحة القدس الناتجة عن التخيلات والحقائق والتطلعات.  ليقطف المتلقي ثمار كل ذلك في لوحة تسمح بخلط الخيال مع الواقع وترددات الالوان المترجمة لذلك. اي تدرجاتها ونسبها وتذبذبها بين الحار والبارد او التوهج والخفوت، وبنقاء ذي خصوصية اسلوبية لطباعة الشاشة الحريرية وتأثيراتها على اللوحة كاملة بمضمون اسلوبها ومعادلاتها الفنية. 
ترتيب معين للخطوط والاشكال،  وحرية للالوان للتعبير عن احاسيس داخلية تختصر المسارات للسيطرة على التشكلات الداخلية،  رغم الفوضوية والتحررية في اللوحة. الا ان «معتز العمري»  يظهر الضغوط  الانسانية او الاجتماعية او السياسية او الفنية، وما الى ذلك في المعنى الذي يستبطنه تشكيليا. لتكون لوحته رسالة محشوة بالجمال ذي المميزات الفنية الخاصة، وان كان يهدف في تطلعاتها لتتمسك بالواقع وانتقاده،  وتتبع تفاصيله المتخيلة مستقبليا دون فك تشفيرها بل! تركها للمتلقي وتحليلاته والتقاطه للرموز التي تحاكي العقل  والوجدان بلغة تشكيلية تعمل على اللون وطواعيته اشباع يحيطه بعلامات استفهام كثيرة ابرزها الغموض بين الواقع والمتخيل، ومعالجته وفق التأثيرات لشاشة حريرية ذات رؤى  قابلة للخطأ والصواب في المعنى الذي تبرزه للمتلقي. وان عولجت اللوحة بالكثير من التأني. الا انها كنوع من التحديات التشكيلية التي تحافظ على استمرارية الفكرة الابداعية.  لهذا النوع من الفن.  
تغيرات لاحداث محتملة كتعبير عن رؤية من خلال المتتاليات التي يتبعها او يخرجها  بقوة تأثير شاعرية او ايقاعية تمنح الواقع طراوة كي يتسرب  بسلاسة  الى الحس،  وبدهشة من الحركة اللونية الى الحركة الضوئية. فحركة الايقاعات وابعادها او انتقالها من مرحلة الى مرحلة. وضمن الانتقال من الواقع الى الخيال وبالعكس،  ومن التمثيل اللوني للتفاصيل الى وجودها وجمالياته، أو كانها النقاط فوق الحروف. لتوضيح الفكرة التي ينطلق منها وفق هذا الاسلوب والتقنية مع المحافظة على جمالية المضمون والرسالة الفنية الملتزم بها بصريا «معتز العمري» وبلغة مختلفة في كل لوحة من اعماله الفنية المتنوعة،  وبتفاعل مع الترابط والتقاطع وحيوية الايقاعات البصرية التي تسمح للمتلقي بالتعايش مع قوة الواقع او تغيرات الخيال او للتنافر والانسجام معا. 
اعمال الفنان «معتز العمري» (Motaz Omari) من مجموعة متحف فرحات.