بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 آذار 2018 12:02ص أعمال الفنانة سميرة قدوح: فلسفة تجريدية تميل إلى التنوع

حجم الخط
تمثل طبقات الالوان في اعمال الفنانة «سميرة قدوح»  بضبابيتها الداكنة فلسفة تجريدية  تميل الى التنوع في الرؤية الفنية القائمة على فهم الامكنة والوجوه . تاركة للضوء طمس زمنية اللوحة.  لتبقى مفتوحة على عدة تأويلات وتحليلات هي جزء من اسلوب يتيه فيه البصر،  محاولا استكشاف ابعاد الخطوط والمعاني. اذ تعتمد على التواصل مع اللون بأبسط التدرجات المترجمة لاحاسيسها الداخلية، وبشفافية شاعرية ذات تجريد تتحدى به المساحات المفتوحة في اللوحة للتعبير عن قناعات فنية تشكيلية هي مفردة شاعرية تسترسل معها الريشة،  كما يسترسل القلم مع الكلمات. لتوحي بمخيلة تتناغم مع حيثيات الخطوط اللونية واتجاهاتها المتناغمة ومع الفكرة الايحائية التي تطلقها تشكيليا بحس فني هو تجريد يعتمد تناقض الحركة بين الالوان شدتها وخفوتها. 
ما بين تشابه وتناغم وتباين خطوط لونية منخفضة نكتشف قيمة التخيلات الفنية، لالوان باهتة ولالوان زاهية بتدرجات بطيئة نحو الضوء، فالتكنيك في حركة الريشة يستحضر نغمات الالوان التي لا صوت لها والهادئة،  وبتوازن ذاتي كأن علاقة اللوحة بموسيقى الضوء هي جزء من الفكرة البارزة في طيات كثافة الالوان، وشدة غموض الحركة غير القابلة على التعقيد او على التوغل بين لجج الالوان التي تتثاقل بين زوايا وزوايا اخرى،  وهذا يعتبر نوعا من كسر التناغم القلق والثنائي بين ضوء وعتمة،  وداكن وفاتح وما الى ذلك.
 توصيف تجريدي حسي للمتناقضات الباردة والحارة والداكنة،  والفاتحة ما يجعلها تضج بالحيوية الحركية بين اختلافات نسب التدرجات التي تتلاعب بها، مما يخلق تموجات تتسم بالاتساع بين العناصر الفنية التي توزعها في اللوحة،  كقوافي مختومة بفواصل جزئية تبتكرها،  كنوع من التمرد المبطن على الشكل الذي يولد تلقائيا مع الالوان،  وقدرة تشكيل الكثافة والسماكة،  لاستخراج الاصوات الداخلية للون بصريا. وكأن موسيقى اللون هي موسيقى بصرية خاصة تميل الى خلق تنوعات لانهائية في الوحدات المتناغمة والمتناقضة مع.  المحافظة في الوقت نفسه على  الاطر التشكيلية التجريدية التي تحاور بعضها البعض عبر الاسس الفنية، بحس شاعري تناغمت معه الريشة بضرباتها الايقاعية والوانها المختلفة تجريديا.  لاضافة لمسة تأملية باردة من خلال الامساك بعناصر التكوين ومحاورتها وفق انطباعات الرائي.  انفراجات  لالوان مثقلة بدلالات ايحائية،  وضعت الريشة امام معالجات فنية انبثق عنها فلسفات تشكيلية محسوسة تتناسب مع الرؤية التجريدية،  وتعبيرات تمسكت بها الفنانة «سميرة قدوح» بمفهوم لم تتحرر منه، ولم تتقيد به بمعنى ان الريشة انغمست بالانسياب الناتج عن تمازج لجة الالوان.  لاعتبارات تؤكد على الحس الجوهري للاشكال الايحائية التي يضعنا التجريد امامها، لاخضاع العناصر الفنية الى التآلف بينها وتطويع الالوان لترجمة الاحاسيس  ضمن رؤية تثري الخيال للولوج الى مفاهيم التجريد في لوحات الفنانة «سميرة قدوح» ومفاهيمها التقليدية التي تمثل التقيد بمتغيرات العمل الفني  وتشذيبه او صقله بمفاهيم مستحدثة وان من خلال الالوان وتثاقلها الحركي.   
محاكاة ولا محاكاة وتذبذب بين التجريد والتعبير نوعا ما، ضمن الصراعات الداخلية للخطوط. لتحديد بعض المقاييس ان صح التعبير. الا ان التنوعات الضوئية في كل لوحة ملتزمة بنسب تدرجات الالوان، كرد فعل لأشياء حسية تطرأ على الحس التخيلي عند تأمل اللوحة التي خرجت من الالتزام الصارم من شفافية التجريد،  لاتمام خطوات الريشة وابراز سمات ما تترجمه  من خروج عن الشكل الواقعي الى الايحاءات،  وان وضعتنا الفنانة «سميرة قدوح»  امام انعكاسات الواقع في لوحاتها التجريدية وعناصرها  المتداخلة بشكل خاص. 
اعمال الفنانة سميرة قدوح بالاشتراك مع الفنانين  ليلى شهاب  واحمد ابو زيد في «بيروت سكلز» (Beirut skils) ويستمر حتى 11 اذار 2018. 

dohamol@hotmail.com


أخبار ذات صلة