بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 تشرين الثاني 2017 12:03ص أعمال الفنانة وفاء منافيخي التمييز الدلالي والإنفعالات اللونية

حجم الخط
تحتفظ قيمة الخطوط في اعمال الفنانة «وفاء منافيخي»  بليونتها الحسية وتعبيراتها الداخلية المتميزة. اذ تحتفظ  بماهية التعبير عن الاحاسيس الداخلية فنيا.  وفق التمييز الدلالي للخط العاصف دائريا بالانفعالات اللونية،  الرقيقة ضوئيا والشفافة بتدرجاتها حتى مع الالوان الداكنة،  والعوالم الشعرية التي تستحضرها من مفردات نفسية تأثرت بها،  وتركت لها فعل المحاكاة البصري الذي يتضمن الاضداد بصفاتها الرياضية.  وكأن الخطوط في لوحات الفنانة «وفاء منافيخي»  تمارس رقصة الحزن اللولبية  بفرح لوني ينتفض ويستوطن المساحات التي تتكسر احيانا الى اجزاء تعكس قيمة الحركة في الفراغات التي تشكل فضاءات اللون جزء منها، بسرد يمثل مأساة او معاناة تخرج منها التعبيرات بانفلاش  جمالي تعبيري عن حالة نفسية تؤدي الى الخلق  الفني الذي تمحو من خلاله مشكلات نفسية تتخطى الخطوط القاسية بليونة تصهر بها الوهن الذي تصاب به النفس الانسانية  من خلال الامتداد والالتفاف، والشفافية والعودة الى الذات التي تستجمع خيوط الجمال بتمظهراتها الخيالية، فتكثف العناصر التعبيرية الممتلئة بموسيقى بصرية واصوات لونية،  ونغمات خطوطية تشيد بها المشهد الانثوي بمعمقه المتخيل، والمشتد عند ترجمته في لوحة تشكيلية تتميز بدلالاتها البصرية المثقلة بالدهشة والانفعالات النفسية،  والافكار التي ترتسم مع جمالية الخطوط وعمقها الفني والنفسي.  وخصوصية الوعي التأملي بعد الخروج من دائرة ما. فهل يمكن للحالة النفسية ان تجسد بانفعالاتها ادق المشاعر المدهشة التي ترصع للفرح لوحة شاعرية؟ 
شغف ذو مسار فني تكويني بعمقه النفسي المتمثل بصريا بالحركة المتزايدة في الوسط  المؤثر على المحاكاة التي تفتحها الفنانة «وفاء منافيخي» مع الذات قبل ان تخرج بها نحو الالوان المختلفة في نغماتها، وتدرجاتها واضعة للخطوط مقاييسها العميقة التي تلعب دورها في ابراز قيمة التشكيل،  وامتلاءاته النفسية التي تتشبث بتعبير يكتسي بالالوان،  وينتمي للغة الخطوة والنغمة ومفارقات المعنى والمبنى في النفس التي تتصارع على البقاء،  وما ينبثق عنها من وعي جمالي يترجم الحالة النفسية التي تمر بها المرأة عند انتقالها من مرحلة الحلم الى الواقع. لتنصهر الافكار مع احاسيس كل لون يتماسك او يتلاشى او يتيه بين الخطوط التي تستجمع ملامح الايقاعات الحياتية والتشظي بايحاءات حركية ذات تعبير وجداني لا ينسلخ عن الجسد ومعاييره الجمالية.  
اختزلت الفنانة «وفاء منافيخي» صراعات النفس بالتلاحم والتموج والتعبير المملوء بالرموز والدلالات النفسية.  لتكوين مساحاتها المنفردة والمتشكلة عبر الحركة الحسية،  والمادية ان بالفراغات او بالالوان المتنوعة، وبتوظيف تعبيري ذي سبك يحمل هوية انثوية ذات رؤية درامية معبرة وقادرة على خلق ترجمة اغترابية للنفس التواقة الى التلاشي والانصهار مع مقومات الوجود الذي تحيطه بخطوطها. كأنها ترمي الوشاح الذي يخفي احاسيس المرأة وجمالها بفن ذي اسس يبث الدهشة الشعرية،  ويحتضن معايير اللوحة التشكيلية بطرق تعبيرية مختلفة او بالاحرى كأنها تقول هناك دائما ما يستحق في الحياة لنتذوق جماله ونبقي على انفسنا. فهل تمثل السيطرة على ليونة الخط في لوحات الفنانة «وفاء منافيخي» التمسك بجمالية الحياة رغم المآسي؟ 
تمثل جمالية الحركة  في لوحات الفنانة «وفاء منافيخي» هلامية النفس وهواجسها التي تحتوي على تصورات تهيمن على خصوبة الخيال، وبمسارات ذات قيمة منهجية تعزز وجوديا الوعي في خلق المفردة التشكيلية، النابعة من تطلعات الانسان وحواراته الداخلية التي تحاكي وتمحو في ان الحزن والمعاناة والمآسي، وكل ما يصيب النفس من هموم بالرقص مع الخطوط والالوان،  والضوء والعتمة، وبمختلف التموجات الحياتية التي ترصد الواقع والخيال، وبازدواجية الحكاية والاسطورة والايديولوجيات المحكومة بها المرأة، والمتحررة منها بنزاعات تجسدها الخطوط وانصاف الدوائر التي تشكل حلقات الوعي في النفس وجماليتها وخاصة النبض الانثوي.    


dohamol@hotmail.com