بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 آذار 2024 12:00ص أمّهات غزة

حجم الخط
يحتفل العالم بعيد الأم مع التفاتة نسبية إلى أم غزة من خلال الفظائع التي ترتكب على أرضها، لكن الحقيقة المعادلة ان هذه الأم هي الأم الفعلية التي تجسّد كل ما يقال من فضائل الأم والصفات التي تسبغ عليها.. وأكثر.
في تحقيق شاهدناه من على شاشة (الجزيرة) القطرية عن الوضع الاجتماعي في غزة كانت الأم الغزاوية هي العنصر الأساسي في صمود هذا المجتمع الذي يتلقّى من الضربات والظلم ما لم يتلقّاه أي مجتمع في العالم خلال العصر الحديث.
في غزة الأم هي الأساس في استمرار الحياة وسط الدمار الهائل، فهي الحضن الذي يبعث الآمان المنشود وسط هول الخوف الآتي على مدار الساعة من الجو والبحر واليابسة.
هي التي تؤمّن استمرار الحياة مادياً من خلال تأمين الغذاء لأطفالها ولو من عطاء الطبيعة من نبات وخلافه..
هي الجالسة قرب النار بعد تأمين حطبها..
وقبل كل هذا هي أم الشهيد وزوجة الأسير.
يا لهذه المرأة كم فيها من العظمة..
مع كل الضغوط التي تكاد تجعل الحياة مستحيلة تجد في لمعان عينيها ذلك التأكيد على الصمود والالتصاق بالأرض..
(وين نروح يا خوي؟.. احنا في أرضنا)..
هذا ما قالته وتقوله دائماً لكل وسائل الإعلام التي تستطيع الوصول إليها.
من هنا أستطيع أن أفهم راحة روح ذاك الأسير وذاك المقاتل وذاك المشرّد.. هو يعلم من ترك ورائه..
ترك الثقة والأمان والقدرة..
وترك من يزرع الأمل في قلوب أطفال ليكبروا في صلابة الاستمرار والإصرار على تحرير أرضهم.
تحية احترام كليّ للأم الغزاوية في عطائها الملحمي.
إلياس العطروني