بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 كانون الأول 2019 12:01ص أما آن أن يترجّل!...

حجم الخط
في التاريخ ان أسماء ابنة أبي بكر وقفت عند قدمي ولدها عبد الله ابن الزبير الذي صلبه الحجاج بن يوسف الثقفي عند مدخل مكة بعد قمعه لثورته ضد الحكم الأموي..

يقال انها وقفت عند قدميه وقالت:

«رباه رباه أما آن لهذا الفارس أن يترجّل؟!»..

وكأنه لسان حال إنسان هذا الوطن إذ يقول: «أما آن لهذا الوطن أن يستريح؟!»..

أكثر من جيل لم يعرف السكينة والأمان فمنذ استقلال هذا الوطن وهو يمرُّ بفترات تشبه المد والجزر، فترة من الهدوء تعقبها فترة من التوتر والشحن وأحياناً المشاكل... وبعض الحروب صغيرها وكبيرها، وتتكاثر التفسيرات لدى أصحاب التحليل السياسي منهم من يربط الحالة اقليمياً وآخر دولياً وآخر ثالث يربطها بالمجتمع نفسه الذي لم تنجح الأيادي الممسكة بزمام الأمور في توليد حالة المواطنة الحقة فيه ولا تقم أنفسنا إلى أهل التحليل، ولكن ما حدث ويحدث على الأرض يؤكد ان إنسان هذا الوطن على الرغم من كل الظروف والضغوط داخله ومن حوله يتمتع بحالة متقدمة من الوعي السياسي الذي يجعله يستحق فعلاً وطناً آمناً تتوالى فيه الأجيال كما في بلاد خلق الله الآمنة..

ولا ريب ان هناك مشكلات كثيرة منها التركيبة الاجتماعية الخ...

ولكنها جميعها لا تمنع القناعة الكاملة بأن هذا الوطن هو لجميع مواطنيه على قدر المساواة وان المصير واحد والسقف واحد والأرض واحدة...

وعليه ما دمنا عند أحد المفارق المطلوب ممن يمسكون بزمام تسيير الأمور أن يراعوا الله في خلقه وأن يتركوا الفارس يترجّل والوطن يقوم من كبوته لأن استمرار الحال من المحال... وها هو الأنين ووليدة الصراخ يفعم الأجواء طالباً إيقاف معاناة طالت وآن أوان ختامها.