بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 تشرين الثاني 2019 12:04ص «أوبرا عايدة» عاشت مع دار الأوبرا الخديوية حتى بعد إحراقها

الفضل للخديوي «إسماعيل» الذي كان همّه الإحتفال بقناة السويس...

مشهد من أوبرا عايدة مشهد من أوبرا عايدة
حجم الخط
في السادس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري أحيت دار الأوبرا المصرية الذكرى الـ 150 لانطلاقتها عام 1869 على يد الخديوي إسماعيل الذي هدف من إفتتاح الدار الخديوية هذه الاحتفال بافتتاح قناة السويس وتمّ تكليف المهندسين الايطاليين: أفوسكاني وروسي وضع كل تفاصيل الدار من التصميم إلى الزخرفة إلى الألوان، وإستعانا بفنانين مصريين عملوا على مدى ستة أشهر متواصلة بدون إنقطاع، وعمل الجميع على إعتماد الأخشاب مادة أساسية في البناء.

الاحتفال خطّط له لكي يشمل فقرات تتناوب عليها: فرقة أوبرا القاهرة، باليه أوبرا القاهرة، كورال أكابيلا بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي، بإدارة المخرج حازم الطويل الذي استعان بمقاطع من عروض عالمية (لاترافياتا، كارمن، دون كيشوت، وريجوليتو) وأعمال أخرى (الدانوب الأزرق، وكارمينا بورانا).

الحفل كرّمت فيه وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، 12 شخصية من نجوم الأوبرا (سونيا سركيس، مايا سليم، ودود فيظي، علية عبد الرازق، شريف بهادر، عصمت يحيى، جابر البلتاجي، نبيلة عريان، عواطف الشرقاوي، ألفي ميلاد، الفنانة عفاف راضي، مارسيل متى)، وأعلنت الوزيرة أن مصر هي الدولة الأولى في الشرق الأوسط وأفريقيا التي تؤسّس داراً للأوبرا.

وتقول الأحداث التاريخية إن الدار العريقة تعرّضت لحريق مدمّر أتى عليها بالكامل في تشرين الأوّل عام 1973 وهو أمر حتّم على وزارة الثقافة المصرية التحرّك والتنسيق مع هيئة التعاون العالمية اليابانية (JICA) لإنشاء دار أوبرا جديدة إنطلق مشروع إعمارها عام 1985 وفي العاشر من تشرين الأوّل/ اكتوبر عام 1988.

إذن الدار الجديدة عمرها 31 عاماً، بينما القديمة أو الأولى فيبلغ عمرها 150 عاماً وكان مقرراً أن يفتتح بأوبرا عايدة عام 69 لكن إندلاع الحرب بين فرنسا وألمانيا حال دون ذلك، وعرضت لأول مرّة عام 1871 أي بعد عامين من إفتتاح الدار.

ويجب الأخذ في الاعتبار الدور الذي لعبه الخديوي إسماعيل الذي يعود إليه الفضل في تكليف الموسيقي الإيطالي فيردي عام 1870 لتأليف أوبرا عايدة المخطوطة التي عثر عليها عالم الآثار الفرنسي أوغست هارتيا وهي مؤلفة من أربع صفحات من تأليف ميريت باشا، أما النص الغنائي فتولّاه الليبرتو جيسلاتروني، وتقول المعلومات إن فيردي تقاضى 150 ألف فرنك من الذهب.

وما تزال مصر وفيّة لهذا العمل ولفضل الخديوي في إطلاقه، وهناك الكثير من النسخ التي ظهرت في أعوام متلاحقة وقدّمت عند سفح الأهرامات مع فنانين كبار محليين وعالميين، تقديراً لهذا الإنجاز الفني الرفيع الذي يعبّر عن سعة أفق المسؤولين المصريين في تلك الحقبة من الزمن التي بات فيها العاملون في مجال الثقافة ينتبهون إلى أهمية الشخصيات التي حكمت وأدارت وأمرت بتنفيذ هذا العمل الإبداعي الذي عاش عشرات السنين ولم ينته.

الأعمال العظيمة لا حدود عمرية لها.

ومثل أوبرا عايدة، لأنها عرفت إهتماماً بها كموسيقى، ومكان عرض، وصرف عليها المال الكافي لكي تكون في مستوى الأعمال الخالدة، كل هذا يجعلنا نتأكّد من أن جودة ما يُطلق من ابداعات منطلقة برمجة صحيحة، تراعي أفضل مستوى في كل الجوانب.



دار أوبرا القاهرة و150 عاماً


الخديوي إسماعيل