بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 تشرين الأول 2018 12:36ص أين دور المثقّفين؟!

حجم الخط
فترة ضاغطة على الجميع تشمل الكل ما بين ضاغط ومضغوط إنما النتيجة حالة وطن تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
فالازمة الاجتماعية والمعيشية تتدحرج ككرة ثلج سحرية لنصل إلى مقولة الترحم على الأمس.
أزمات تتوالى باشكال واحجام وانواع مختلفة لكنها في النهاية تصب على رأس ذلك المواطن البائس الذي شاء قدره ان يكون على هذه البقعة من أرض الله الواسعة.
عجلة اقتصادية لا تدور ببطء بل لا تدور، حاجات معيشية ملحة لا تحتمل التأجيل، صراخ ألم مكبوت واحياناً يعلن عنه بما لا يسمن ولا يغني عن جوع.
ويستمر الحال على هذا المنوال.
هل يترك الأمر للسياسيين؟...
لو كانوا قادرين على الحل لقاموا به ولكن على ما يبدو المطلوب استمرار الوضع على حاله لغاية في نفس أحد.
المهم ان الأصوات تتعالى. الصناعيون يحتجون، والمزارعون يصرخون والتجار يفلسون، والعمال يطردون، والموظفون جائعون..
معظم قطاعات الشعب تعاني وتعبر بطريقة ما عن معاناتها الا الجسم الثقافي!!...
أين دور المثقفين في كل هذه الدراما؟!..
المجالس والمؤسسات الثقافية في سبات يشبه سبات الدببة الشتوي..
لا نرى الا زبداً..
اما ما ينفع النّاس فمفقود يا بلدي مفقود..
امسيات شعرية على مد عينك والنظر فيها الشيء الكثير من الجمال والاناقة والاتيكيت والعلاقات... ولكنها خالية من الشعر.
ندوات تعقد حول كتب ودواوين تعبق فيها رائحة بخور المدح حتى لتسد الأنفاس.
معارض تتزاحم لوحات على الجدران تتحدى من يحسن القراءة!! 
إذا استمرينا لن ننتهي.
نعود إلى السؤال.
أين دور المثقفين من كل ما يجري؟!..
تذكر حالتهم بحالة قاطع الطريق الذي كان يقطع الطريق في وادي الحرير أيام عربة «الكارو» بين بيروت ودمشق.
اوقف العربة وسلب النساء حليهن والرجال نقودهم وفي جولة تفتيشه الأخيرة عثر في وسط أحدهم على مسدس «بارابيللو» فسأله، لماذا تحمل هذا المسدس.
فأجابه: اني اتركه لـ «وقت الحشرة»..
فيا أهل الثقافة هل هناك حشرة وطنية أكثر مما يجري هل يتحرك أحد؟... أم انه الصمم؟!..