بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 أيلول 2019 12:02ص إتحاد الكتّاب اللبنانيين من جديد

حجم الخط
وكأن الكتابة عن اتحاد الكتّاب اللبنانيين المتوفي سريرياً باتت نوعاً من القصاص، كون الكتابة تكرّر نفسها لأن شيئاً لم يتغيّر في هذه المؤسسة الثقافية التي يعتبر أن تكون مرجعاً وأساساً للعمل الثقافي في الوطن.

هذا ما نتمنى... ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه... تجري الأحزاب بما لا تشتهي السفن.

لطالما كان هذا الاتحاد ركيزة ثقافية عربية ووطنية عبر تاريخ طويل تعاقب على أمانته العامة أدباء لهم باعهم وموقعهم في الساحة العربية.

لكن ما حدث هو دخول السياسة عبر الأحزاب إيّاها إلى هذا الاتحاد لتجييره لمصلحتها كما جيّرت مواقع كثيرة، فأمتصت حيويته وأفقدته القدرة على الحركة وبات كل يوم أكثر ضعفاً من اليوم الذي سبقه... حتى وصل الأمر لأن يقدّم أمينه العام الأخير د. وجيه فانوس استقالته مبتعداً عن كل ما يدور في كواليسه من كل ما ليس له علاقة بنشاطه المفترض.

والآن... من جديد تصدر البيانات الطنّانة الرنّانة عن تشكيل لوائح مرشحين لهيئته الإدارية مع وعود برّاقة لطالما سبقهم إليها مرشحون كُثر وصلوا إلى الهيئة الإدارية وتبيّن لهم ان الأمر من قبيل دق الماء مع استمرار الهيمنة السياسية على مقدّرات وعمل الاتحاد فولّوا الأدبار غير نادمين إلا على ما بذلوا من جهد وأكوام كلام.

مجموعة من المرشحين الآن بينهم أصدقاء لنا لا نشك أبداً في نواياهم التي يعلنوها عن برامج تنهض بالاتحاد من كبوته، كما وصفوها، وأنهم سيحوّلونه إلى نقابة تقدّم الأمان الصحي والاجتماعي للأعضاء وكذلك مقر جديد للاتحاد بدلاً من الحالي الذي سيستردّه مالكه... والأجمل وعود بفتح فروع في المناطق للاتحاد لتعميم الفائدة الوطنية..

(يا عمي جحا بحالو تعبان... أوجدوا مقراً بديلاً وأبو زيد خالكم) وكل هذه الوعود التي تغدق لطالما سبقكم إليها الكثيرون وعادوا بخفيّ حنين أو بفردة واحدة من منهما...

الحرب بالنظارات سهلة... وغداً عندما تصلون... وستصلون وترون الحواجز في طريقكم والجو المهيمن على هذه المؤسسة ستقولون... حقاً (ان الضرب في الميت حرام).