عُدْ إلينا أيها الغائب الحاضر قد طالت مدة الغياب
عُدْ إلينا كفانا ما نلاقي من الفقر والجوع والعذاب
عُدْ إلينا لتحقيق العدل والعدالة التي أحاطها الضباب
أيها الغائب الحاضر ألا تعلم أن قمع الحريات طال كل الشباب
في عهدك الذهبي عشنا عمراً بعيش رغيد والناس أحباب
كنت بحراً بالجود والعطاء للوطن وأنت المعطاء الوهاب
وهاب كلما رام رائم يأتيك مستجيرأ وطلباته تستجاب
وكانت خيرات الوطن بأيامك تنهال علينا كالغيث انصباب
ومفاتيح أبواب العلم والتعليم تفتح لها كل الأبواب
عُدْ إلينا لتوقف الهجرة التي أدمت القلوب والألباب
عُد إلينا حفاظا على إنجازاتك نتيجة ما فعلته الحروب من الخراب
ولتعيد للقطاع الطبي مكانته الإنسانية لكل مريض مصاب
من بعدك صروف الدهر داهمتنا شيء لم يكن في الحساب
والله لو رأت عيناك ما فعلت أيادي البلاء الأوقاب(1)
لعلمت ان حالنا يجشي القلوب ويملأ الروح بالأنداب(2)
من كثرة الويلات التي تأتي على الوطن أنها كالسهم الصياب
عُد إلينا لتزيل الأملاق والظلام وتعيد النور ولو بثقاب
كم آلمني من انتحر قائلا أنا لست كافرا أو ظالما أو مُعاب
لكن الجوع هو الكافر هو من أوصلني لحالة الاكتئاب
لكننا أيها الغائب الحاضر نأمل بالخلف الصالح لكل مستطاب
لأنه أيها الشهيد الغالي يحاكيك(3) بحبّه للوطن بكل الألقاب
لكنه مكبّل اليدين فكل الطرقات مقطوعة بالسيوف العضاب(4)
هو حائر ماذا يفعل والشعب يريده لأنه للوطن أشرف اكتساب
من يطلق يديه ليسير بعناية الله تعالى وبالأمان اصطحاب
من هو المخلص لوطنه ليساعده على معاناة الوطن من الأوصاب(5)
هوذا السؤال الصعب حتى اليوم لا يوجد جواب
حفظك الله تعالى يا سعد يا ابن أبيك هو في طهر ترابه الملاب(6)
(1) الأوقاب: جمع وقب الخسيس
(2) الانداب: الجروح
(3) يحاكيك: يشابهك
(4) السيوف العضاب: القاطعة
(5) الأوصاب: الأمراض
(6) الملاب: ضرب من الطيب