بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 تشرين الثاني 2019 12:01ص الإحتفالية التشكيلية... الإستقلال على طريقتنا

من الاحتفالية من الاحتفالية
حجم الخط
لبَّى الكثير من الفنانين اللبنانيين من كل المناطق دعوة جمعية الفنانين التشكيليين للتعبير عن الثورة والاستقلال من خلال اهتمامهم الشغوف بالألوان، وبروحية فنية وطنية تكشف عن الكثير من الجوانب الإنسانية رغم الغموض الذي بدا في جرار الفنان «إلياس ديب» الذي رسم جرّة بيضاء تمثّل الوطن والأخرى تمثّل المعاني التي انتفض من أجلها الثوار، لتكون اللغة الفنية التشكيلية المشتركة التي ترافق التحرّك الآخر، وبتوافق امتدّ الى الكثير من اللوحات التي تتضمن بعض المفردات مثل الهيمنة والسلام، والتمرّد والتحرّر والاستمرارية والنضال، بريشة اتّحدت مع الفنانين، لتنتج طبيعة فنية إنسانية مشتركة تلغي الحدود بين البلدات والمدن والقرى، وتمنح صورة إنسانية متناغمة أكثر اعتدالا من سلبيات تعاكس إيجابيات الإنسان المفطور على الحب والسلام.

 وفي كلمة للفنان «ميشال روحانا «بعد سؤاله عن: ماهية الاستقلال على طريقتنا من خلال الرسم؟» قال: «بدعوة من جمعية الفنانين للرسم والنحت لكل المنتسبين وغير المنتسبين للجمعية، لكل من يرسم تمّت دعوتهم لإقامة يوم رسم تحت عنوان «الاستقلال على طريقتنا» أولا لنشعر بالاستقلال هذا العام، لاننا نراه جديد خاصة هذا الشعور الوطني العارم الذي تغيّر عما قبل، وهذا شعور الفنان هو أكثر من يشعر به ويعيشه تعبيريا ومن خلال الرسم بطريقته الخاصة، وقد شارك أكثر من سبعين فنانا في الاستفلال على طريقتنا. تميّز اللقاء بالعدد الكبير من المشاركين، وهو نادرا ما يحدث وبنفس المكان والوقت، ومنها الكثير من الأعمال المؤثّرة والمتأثّرة بما يحدث حاليا من الثورة، كما كان من بين الأعمال العمل الأدائي للدكتور «إلياس ديب» هو عبارة عن جرار ملوّنة، وعلى كل جرّة مفردة مثلا الفساد أو الرشاوي، والطائفية وكل ما عاشوه العالم من لبنان من الفساد، وجرّة مكتوب عليها الوطن وبواسطة الفأس كسرنا كل جرّة تحمل معنى الفساد والطائفية والخصخصة وغيره. جمال هذا العمل تمّ من خلال التفاعل بين الناس، لتبقى جرّة الوطن دون تكسير وتحت الحماية. وأيضا عمل للدكتورة «هناء عبد الخالق» عبارة عن مرآة معاكسة موضوع عليها علم لبنان من فوق أحمر ومن الأسفل أحمر وفي الوسط فراغ وكل من يسأل عن العمل ويقف أمامه ليكون هو رمز كل لبناني هو الأرزة.

قوة اللوحة في إبراز المعنى الحقيقي للاستقلال وللثورة التي منحوها صورة تعبيرية أثبتت جدواها في التنوّع الذي برز من خلال التأثيرات التي اعطاها الشارع جوا تفاعليا مع الحضور الذي لم يتوقف عن الحراك منذ أكثر من شهر تقريبا، وهذه اللوحات تعمل على تقريب وجهات النظر بين المتظاهرين الفعليين على الأرض، وبين كل فنان يرسم انفعالاته أو رؤيته أو ما يؤمن به في هذه التجمعات الفنية القادرة على أن تتصدر الثورة، وتنتج من اللوحات ما يجعلها جماليا تحاكي المتطلبات الاجتماعية والسياسية. فهل كانت هذه الاحتفالية بالاستقلال على طريقتنا تحاكي التصوّرات الفنية التي قام بها محترف عمران ياسين وبرعاية الشبكة اللبنانية للتنمية مع أكثر من عشرة فنانين وتوّجت بلوحات جمالية بريشة عكارية وطرابلسية أو الأحرى ريشة شمالية جماعية استكملتها جمعية الفنانين للرسم والنحت بهذه الاحتفالية التشكيلية «الاستقلال على طريقتنا».