بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 كانون الأول 2020 12:00ص الانتقاد الإيجابي والانتقاد السلبي

حجم الخط
للّه ما أجمل الانتقاد الإيجابي هو كالريحان وكنور الصباح

وما أجمل سماع هذا الانتقاد من أي كان بكل كلمة أو اقتراح

لأن السامع يستنتج منه نصائح صادقة تبعث للارتياح

من كلمات تناغيها أغاريد الطيور بالصدق والاسجاح(1)

كلمات نقيّة صافية خالية من عبارات قاسية جماح

وخالية من اتهامات كعصف فوق الغصون بأشدّ الرياح

لأن الإيجابي يكون كلامه متوشحاً باللياقة بأجمل وشاح

ليكون مشكوراً على كل نصيحة قيلت بكلام راقٍ مباح

ولأن لياقة الكلام تصل لسامعه كعطر مسكي فوّاح

متقبّلا النصيحة بكل مودّة وحبور لأنها كمورد للممتاح(2)

يقوّي القلب ويوطد الصداقة لأنه كالورد وزهر الأقاح(3) 

وللّه ما أقسى الانتقاد السلبي يطعن كالمجرم السفاح

ربما من جهل المقصود يجنح عن الحقيقة اجتناح

ويكون كلامه قاسياً جافياً دون دراية مليئة اجتراح

سواء كان جاهلاً لا يعلم الفحوی كلامه خامد المصباح 

 ينعت غيره بكلام غير لائق مندفعاً دون ضمير أو اكباح

ترى ألا يعذبه ضميره من افتراء انتقاد فيه كل الأقباح

ليته يلتزم الصمت أفضل بكثير من كلام كالقوارع انتطاح

تری لماذا ينتقد هل تصغيراً للكاتب ليثخن قلبه بالجراح

اعلم أيها المنتقد الكلمة الطيبة هي كالماء العذب القراح

وموقعها للسامع رضاء وقبولاً لأن غايته الاستصلاح



(1) الاسجاح: الخلق الحسن 

(2) الممتاح: الظمآن

(3) الأقاح: زهر أبيض جميل