بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 شباط 2018 12:05ص البروفيسور لويس جان كالفي لـــ «اللــواء»: «اللغة العربية الفصحى لغة القرآن وأكثر من هذا

لغة مقدَّسة فكل حرف فيها له دلالة فكرية وإحساس خاص»

حجم الخط
استطاع «لويس- جان كالفي» مؤلف كتاب « اي مستقبل للغات؟ «رصد العلاقة بين اللغات  وتطورها ضمن جدول نسبي وضعه، وذلك لوزن اللغات في عصر العولمة كأداة  تقيس اوزان اللغات في العالم، وهذا ايضا ضمن عنوان الكتاب الذي تم توقيعه في جامعة القديس يوسف بالتعاون مع مؤسسة الفكر العربي بعد محاضرة القاها «لويس جان كالفي» شارحا فيها ابرز الاشكاليات التي عالجها في بحوثه عامة، وفي كتابه خاصة الذي قال عنه مدير مؤسسة الفكر العربي البروفيسور «هنري العويط» الكتاب الذي صدر ونحتفل به اليوم هو كتاب «اي مستقبل للغات؟» يجسد هذا البرنامج الواسع للترجمات عن اللغات الاجنبية وموضوع الكتاب هو عن اللغات عن حرب اللغات وعن السياسات اللغوية. 
لهذا اخترنا عملية اطلاقه بمناسبة الاحتفال الذي اعلنته منظمة الاونيسكو عام 1999 بتكريس تاريخ 21 شباط من كل سنة لليوم العالمي للغات الام. 
طبعا كل دولة تحتفل باللغة التي تمثل لغتها، ونحن في لبنان والعالم العربي نحتفل باللغة العربية  وقمنا بدعوة البروفيسور كالفي لالقاء محاضرة هي من صلب تجربته الطويلة عن هذا موضوع. لهذا عنوان المحاضرة «ما هي اوزان اللغات في العالم؟» 
اردنا في يوم العالمي للغة الام ان نثير التفكير حول هذه القضية التي تثير اشكاليات لانه يميز بين اللغة العربية القصحى واللهجات المحلية او لهذا يعتبر عدد الناطقين باللغة العربية اقل مما هو حقيقة في الواقع» وقد تم شرح العديد من النقاط في هذه المحاضرة حيث التقينا البروفيسور لويس –جان كالفي واجرينا هذا الحوار..

{ يوجد سبعة الاف لغة تقريبا في العالم كيف يمكن مقياس اوزان اللغة بالنسبة للناطقين بها؟
- عادة عندما يطرح هذا السؤال نقول نحن اكثر الاشخاص الذين نتلقى هذه اللغة، ولكن يوجد الكثير من الطرق لقياس اوزان مراتب اللغة الاكثر استخداما في العالم  تبعا لاستخدام اللغة الرسمية في كل بلد. مثل الرسم البيانيّ الذي يعرض النسب المئويّة لسكّان العالم الناطقين بهذه اللّغات ان وجود اللغة على الانترنت والترجمات والقدرة الاقتصادية التي يتمتع بها اصحاب البلدان الذين يستخدمون اللغة الرسمية. اذ يوجد الكثير من العوامل ونحن قمنا بوضع معيار او بارومتر لانه يوجد 11 عاملاً لاجراء الاحصاء والتصنيف باعتماد بارومتر كالفي.
{ كيف يمكن تحديد اللغات واللهجات فيها كثيرة خاصة انها لا تتقيد بالنحو والقواعد؟
- لا اعرف ان كنتم تعرفون الكود ايزو هو نظام عالمي يستخدم لوزن كل اللغات وهو المقياس العالمي للغات والموجود على مواقع الانترنت. ان وضعنا كلمة iso de langue. من خلال الايزو نكتشف 7 الاف لغة ولكل واحدة منها كود معين او رقم خاص، كما يمكننا أيضاً تصنيف اللّغات بحسب تداولها على الإنترنت، (عدد مستخدمي كل لغة على الانترنت) ومن خلال الايزو يمكننا حسم اشكالية هل هذه لغة فصحى ام لغة عامية. اذ تطرح اللغة  العربية اشكالية مهمة لان الفصحى هي اللغة الرسمية  المشتركة في 21 بلدا، في حين  يتحدث السكان  في حياتهم اليومية بما يسمى بالعاميات. مع الكود ايزو الخاص باللغات ما من اشكالية في ذلك.   لانه لكل من هذه اللغات رقما خاصا بها. لهذا بما يخص اللغة العربية يوجد ثلاثين منها. اي العربية الجزائرية او التونسية او اللبنانية او المغربية الخ. 
{ لغة تكتب يتم التداول بها على شبكات التواصل بالارقام هل يمكن ان تبدل هذه الارقام اللغات مستقبلا؟
- لا لان ما نكتبه في الرسائل التلفونية السريعة او البريد الالكتروني لا تشكل خطرا لانها ليست شفهية، وانماتكتب مثل الرقم 7 يشكل حرف الحاء في كلمة محمد وهذا يخص الكتابة فقط. اللغة تبدأ شفهيا ومن ثم تكتب ولم نر العكس ولا اعتقد انها  يمكن ان تشكل خطرا.
{ ما هو البارومتر الحقيقي لوزن اللغات في العالم؟ 
- البارومتر يرصد العلاقة بين اللغات وتحديد الاهمية النسبية لكل لغة ، مثلا هو يأخذ في الاعتبار 563 لغةً، وهي اللّغات التي يتمّ تداولها بين أكثر من 500.000 شخص كلغة أولى، ويتمّ عرضه على الإنترنت من خلال موقع مؤسّسة  Ethnologue الإلكترونيّ. وبهدف تجنّب الوقوع في نقاشٍ لا جدوى منه حول فصل اللّغات عن اللّهجات المحلّيّة، سنعتبر أنّ اللّغة هي ما تمّ تسجيله في قائمة رموز أيزو 693. وهكذا، من خلال قالب أيزو  (شريحة رقم 14)apc  تظهر اللّغة العربيّة المشرقيّة على غرار تلك المتداولة في لبنان.
{ ما هو المنظور الاجتماعي الذي تقدمه الثقافة للغات كافة؟ وما هي المشاعر اللغوية؟
- البارومتر يرتكز على الشىء الذي يميل الى التمثيل اللغوي. اما الشعور اللغوي لا يمكن قياسه. نعم  هذا النظام الاحصائي للارقام وللاشياء التي تعتمد على الارقام. 
اما المشاعر اللغوية فلا يمكن قياسها. ولعل اهم مثل في هذا الشأن هو المسلمون الذين يرون في اللغة العربية الفصحى لغة القران واكثر من هذا لغة مقدسة فكل حرف فيها له دلالة فكرية واحساس خاص لا يخضع لقانون القياس الحسي بل يعبر عن ايديولوجية  قائمة بحد ذاتها. ففي المغرب العربي، واثناء الاحتلال الفرنسي كان للجزائريين تعلق كبير بلغتهم العربية التي تعرضت للقمع ولالغاء من خلال فرضها كلغة رسمية في المدارس . فتمسكوا بها اكثر ونشأ بينهم وبينها حب عظيم  وهذا ما نسميه بالاحساس اللغوي او الشغف اللغوي.