بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 أيلول 2018 12:00ص البعد الشعري الملتحم مع الرؤية التشكيلية

ديوان «سلالي ومياه الوقت» للشاعرة والفنانة التشكيلية «باسمة بطولي»

حجم الخط
تنبع قصائد الشاعرة والفنانة التشكيلية «باسمة بطولي» في ديوانها «سلالي ومياه الوقت» من التكوين الدقيق للاشياء بالتناسب مع الاجزاء، والقدرة على الالتفاف بأناقة نحو التفاصيل الاخرى، وبصدق العاطفة المؤثرة على دوران المعنى القادرعلى خلق مساحة شاعرية خاصة او دقة الملاحظة القائمة على بناء الربط بين العقل والقلب، واستخراج الحقيقة الشعرية التي تتكون من مستويات الكلام حيث تصبح القصيدة كالكائن الحي الذي يمارس الحب، ويداعب الوجدان ويبحث عن العقل، ويحاول ان يبرهن على قيمة الحياة بين كل شىء ونقيضه، اذ ترسم الشاعرة «باسمة بطولي» بحميمية صفات الحبيب او بالاحرى الرجل الاساس في القصيدة التي يتشكل فيها كمادة شاعرية ذات نبض حي يتجلى في قصيدة بعنوان «سطر على المياه» تقول فيها» رجلي أطفل شبه حلم..؟ ما بدا \ حتى خشيت عليه.. ان يتبددا..» سواء كان في انعكاسات عاطفة الامومة والاحتواء او في تبادل الادوار وتوازن مبدأ الاخذ والعطاء «اسقيه؟.. يسقيني.. ادائرة ترى \كل غناء مثلما كل صدى؟» اذ تجتازالقصيدة بموسيقية تتساوى فيها المقاييس دون ثبات النغمة التي تنفلت احيانا مع تناقضات الايقاع المبني على التجانس السمعي، والتخيلي في آن « بل كالندى..منه الى نهر..الى بحر..الى سحب وبعد الى ندى» وهي دورة قطرة المطر او حبة الندى الشبيهة بدورة الحياة الكاملة التي تتكرر في كل فترة زمنية غير محدودة مع الماء والوقت، فالرجل عند الشاعرة «باسمة بطولي» خارج الزمن! لكنه داخل الوقت، والزمن هو السيرورة المستمرة، والوقت هو الحضور الآني في الزمن او الخلق الواعي للرجل في القصيدة وتجلياتها مع المبدأ الشعري والمبدأالتشكيلي او بما يسمى الالوان الجميلة والاشكال والاصوات والايقاعات، وكأن كل صوت في القصيدة يتحرك مع الماء او دورة حياة الرجل في قصيدة باسمة بطولي. 
نقاء شعري مقترن بالادب والجمال والابعاد وخصائصها الرئيسة اولا من خلال استقلالية الفضاء الشعري في ديوانها «سلالي ومياه الوقت» التي تجري مع الزمن، وهي في الوقت نفسه خارجه كقطرة الماء في دورتها الحياتية، وبفلسفة فنية اخذت من المعنى التشكيلي البعد المطلق او البعد الشعري الملتحم مع الرؤية التشكيلية. خاصة عند تقاطع الامتدادات واشكالية الفن للفن او حميمية البصر واتساعه» «طلة» حين بدت في أفقنا \ كبرت في البال عن مرمى البصر. اذ تبدو مفاهيم المكان والزمان مرتبطة بحرية الوعي المتشكل عند المرأة او سلالها المستعدة لجنى الحصاد المبطن او التضاد المكاني مع الزماني او التنقل النسبي بين تغيرات العلاقة مع الحبيب، وهو مجرى الوقت الشبيه بمجرى المياه، وما بين الجانب المكاني والجانب الزماني سلالي ومياه الوقت، والعطف ما بينهما هو فترة العلاقة بينها وبين الحبيب والكيمستري او التفاعل الحي او بالاحرى بلغة التشكيل هو الالوان والتفاعل ما بينها كالتفاعل بين الوقت في الزمن او العلاقة مع الاخر او اعادة النظر في معنى الوقت ضمن فضاء العلاقة « ولو أني عبرت ابعاده..لاخترت \سكري بالله في الارض..دارا» مما يجعل الارض غير الارض والحبيب غير الحبيب المتوقع وجوهر الاحساس الفعلي في جمالية المعنى وفلسفة الفن والشعر. 
الشعر عند الشاعرة «باسمة بطولي «هو الانعكاس المعطى للمعنى لاثراء وزن الكلمات او اللون المرسوم والمجسد بجمال متناغم وشاعرية تتصف بالصفاء الفني الذي تتقنه كالصدى او كارتجاجات تعيد للحياة مجدها» لأنك الصوت أراني الصدى\ يرتد حتى عن جدار المدى «لتتجاوز المعنى بدوران انعكاسي يزيد القصيدة بلاغة وفهما لاساسيات الاخر ووجوده» أببعض الحروف غيّرت كوناً \ اي سحر سكبت في الكلمات؟..وكل ما هو متخيل في مياه الوقت هو واقعي في سلالي وسماتها الرومانسية ومزيجها الانطباعي الممتزج مع لغة الفن التشكيلي بل! والمنصهر من حيث التكوين كما في قصيدة سُلم الأهداب «لست انسى خياله في الضباب\يرتدي البُعد..نقطة في رحاب» وبتقاطيع جمالية لامرأة واعية، وهي ترسم احاسسيها في ديوان تجاوز الذات الشاعرية بأخرى تشكيلية وجمع بين الوقت والمياه في دورة الحياة، والتجدد في الوقت الذي يبدأ وينتهي مع كل قصيدة امسكت فيها ريشة وتوازنت الوانها مع الكلمة وحصادها الوفير في المعنى والابعاد ذات المنظور الفلسفي الخاص.