بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 كانون الأول 2017 12:02ص الثقافة والتمييز الجنسي

حجم الخط
هل تجاوز العالم عموماً التمييز بين الذكر والأنثى؟ في السينما والمسرح ووسائل الاتصال وعروض الأزياء، ويتجلى التبدل بين الجنسين، والطواعية، موضوعي الساعة، إذ ان الحدود المرسومة والقوالب المرتبطة بالجنس قد تزعزعت. ومسائل الهوية الجنسية والطبيعة البشرية يتزايد طرحها في النقاشات العامة، أكان ذلك في الولايات المتحدة أم في أوروبا حيث تثير أحياناً صراعات اديولوجية عنيفة.
المسألة هذه نطالعها في الصحف ونشهدها في مجالات بدائية كالمراحيض. وقد عبّر فنانون كثر عن توقهم إلى تجاوز التمييز الجنسي هذا في صورهم ومنحوتاتهم ورسومهم وازيائهم.
ولحسن الطالع ان ثمة حكماء وجامعيين طفقوا ينتفضون ضد الموجة المفرطة في التماهي الجنسي والتحول في الاتجاهين. فها هو الرئيس الأميركي يعلن عبر راديكاليته التي تقض أحياناً المضاجع هنا وهناك، انه يبتغي حظر المجندين والمتطوعين المتحولين جنسياً في صفوف الجيش الأميركي.
لئن كانت الانماط المتبادلة تتحرك في الآونة الأخيرة، في الأوساط الاجتماعية الغربية على الخصوص، فان ثمة تصلباً على المسرح الثقافي، وتجذيراً للفروق بين الرجل والمرأة. يُقرّ مثقفون مستنيرون في الغرب ان ثمة تساوياً ما ضرورياً وإنما عبر التكاملية بين الجنسين، لذا ينبغي الا نمسّ ضوابط الجنس البشري كما هي.
في العصر الحديث، حصلت تجارب هنا وهناك لتأتي بديلاً من الأسرة. حتى لينين قام بواحدة منها فألقى الأسرة عند بدء الثورة البولشفية ولكنه سرعان ما اعادها لأنه لاحظ تشتت الأولاد وضياعهم. الإنسان المثقف يدافع دوماً عن الاختلاف لا عن الخلاف ويحاول تجنيب الأسرة أحد التطرفين: التقوقع والانانية. وأهميتها انها تمرين نموذجي على المحبة التي وحدها تجمع إلى جانب العدل. اما الحالات الخاصة، فينبغي ان تكون لها حلول ثقافية - اجتماعية ناجعة، هي وقف على الشرفاء العقلاء من المثقفين الحقيقيين.
ولنتحاشَ عن الضجر والتقليد الاعمى!.