بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 كانون الأول 2018 06:02ص الجنادرية.. عَبَقُ التاريخ وطموح المستقبل

33 عاماً في مسيرة التاريخ والثقافة والتراث والحاضر

خادم الحرمين الشريفين والـ «عرضة» التراثية خلال المهرجان خادم الحرمين الشريفين والـ «عرضة» التراثية خلال المهرجان
حجم الخط
الرياض - رسالة خاصة:
مهرجان الجنادرية الذي افتتحت فعالياته منذ أيام في المملكة العربية السعودية شمال العاصمة الرياض في دورته الثالثة والثلاثين والذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز هو مهرجان جامع ما بين الماضي والمستقبل، ففيه يستحضر السعوديون التاريخ في عبقه الضارب في العمق وعيونهم على المستقبل والأمل يخيم على آفاقه بما يبشر بكل خير.
ويعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة مناسبة تاريخية وطنية في مجال الثقافة والتراث والفنون الابداعية ومؤشراً عميقاً على اهتمام قيادة المملكة بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة.
واللافت في هذا المهرجان شموليته فجميع مناطق المملكة ممثلة في فعالياته، إذ تضم قرية الجنادرية مجمعاً لكل منطقة من مناطق المملكة يشتمل على بيت وسوق تجارية ومعدات وصناعات ومقتنيات وبضائع قديمة وما تتميّز به كل منطقة من المناطق، من حيث موروثها الثقافي والحضاري والحرفي الشعبي.. فهناك جناح مكة المكرمة وبيت جدّة بالإضافة إلى بقية مناطق المملكة.
تشارك معظم الجهات الحكومية الرسمية في فعاليات المهرجان وتقدم للزوار معلومات وافية عن انشطتها وخدماتها، وهذا العام تميز جناح رئاسة الأمن الوطني بمساحة واسعة ومشاركة فاعلة وخصصت ردهاته لعرض أبرز إنجازات رجال الأمن خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب والارهابيين، كما خصصت لوحة عند مدخل الجناح لشهداء الأمن الوطني وصورهم في بادرة تكريم يستحقونها.
وطيلة أيام المهرجان تقدّم فرق الفنون الشعبية بمناطق المملكة المختلفة للزوار في قاعة العروض ألواناً من العروض الشعبية المميزة بتراث كل منطقة.
ويستضيف المهرجان سنوياً دولة شقيقة أو صديقة لتكون ضيف شرف المهرجان حيث تقدّم ثقافتها وإنتاجها الحضاري للزوار وأندونيسيا كانت ضيفة شرف هذا العام.
اما في الأعوام السابقة فقد تمت استضافة كل من تركيا، روسيا، فرنسا، اليابان، كوريا الجنوبية، الصين، الإمارات العربية المتحدة، المانيا، مصر، الهند.
الجنادرية نافذة يفتحها المهرجان على العالم لتبادل المعرفة الثقافية مع بقية حضارات العالم، واطلاعها على تراث وتاريخ المملكة وآفاق المستقبل الذي يحمل عنوان روية ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان 2030.
فور دخول منطقة المهرجان الذي أطلق شعار «وفاء وولاء» تستقبلك لوحة فنية تراثية تاريخية تمثل موروث مختلف مناطق المملكة من فنون شعبية وحرف يدوية واكلات شعبية وطرز معمارية من التراث الفني والمتنوع للجزيرة العربية وسكانها.
تحاكي الجنادرية حياة المواطن السعودي قديماً وتقوم مشاهد لهذه الحياة من خلال نماذج مصغرة لها مثل المزرعة وجلب الماء عن طريق السواقي وحرث الأرض بوسائل بدائية، وتجسد القرية الشعبية نماذج استوحيت من البيئة القديمة للمجتمع السعودي مثل السوق الشعبية ومجموعة من المعارض التراثية، ومعارض المقتنيات التي شاركت بها الهيئات الحكومية والقطاع الخاص.
يستمر المهرجان لغاية يوم الأربعاء 9/1/2019 ويعتبر أكبر مهرجان ثقافي سعودي يُحاكي تاريخ وحاضر ومستقبل المملكة، واضخم حدث من نوعه في المنطقة يقام منذ العام 1985 ويحظى بمشاركة سعودية واسعة وتواجد خليجي وعربي متزايد وحضور جماهيري غير مسبوق حيث يزوره سنوياً الملايين من عشاق التراث الثقافي والاصالة ويتضمن إطلاق العديد من المبادرات الثقافية المميزة.
بالإضافة إلى سباق الهجن التراثي الكبير الذي انطلق به المهرجان والذي يُشكّل النواة الأولى لمهرجان الجنادرية الذي عرفت به قبل أكثر من 30 عاماً.
وضمن فعاليات المهرجان هناك عمل ادبي فني مميز هو اوبريت «تدلل يا وطن» من أداء الفنانين محمّد عبده وراشد الماجد، كذلك يتفرد المهرجان بتقديم «العرضة» السعودية التي تعبر عن وحدة الوطن، وتجسد عزة الأمة وقوتها وتماسكها، ويذكر ان (اليونسكو) ادرجت «العرضة» السعودية العام 2015 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي الإنساني غير المادي.
ويحظى برنامج الأدب الشعبي في المهرجان بمشاركة واسعة من عدد من نجوم الشعر السعودي والاماراتي والكويتي وكذلك من خلال امسيات شعرية وندوات ادبية وامسيات الشيلات الوطنية.