بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تشرين الثاني 2018 12:00ص الخيط الدونجواني في كتاب د. هلا الحلبي: «دونجوان القرن الحادي والعشرين

حجم الخط
 تفاجىء الدكتورة «هلا الحلبي» قارىء كتابها «دونجوان القرن الحادي والعشرين» الصادر عن «المؤسسة الحديثة للكتاب» بهزلية المواقف الدونجوانية، وتغيراتها عبر الزمن المبنية على السلوك الفعلي لرجل اصيب بنكسة وجدانية فانقلبت مفاهيمه في العشق الى انتقام. محفزة اعادة اكتشاف العصور الدونجوانية عبر رسائل يوجهها دونجوان القرن الواحد والعشرين لرجال من قرون أخرى مثل الإسكندر المقدوني الكبير، عمر بن ابي ربيعة، وقيس وعنترة بن شداد. مؤكدة على ان الرجل يتوارث السلوك  الدونجواني باللاوعي.  لتصل الى الى مخاطبة «ابني العزيز دون جوان المستقبل» بأسلوب هزلي لا يخلو من كوميديا سوداء باسلوب سردي قصصي تخيلي، وبموضوعية نابعة من سيرة ذاتية لدونجوان الذي كتب ايحائيا او تخيليا، بضحكة ملفعة بوجه كوميدي اجتماعي تحليلي يسلط الضوء على سلوك الرجل والمرأة معا. او بالاحرى الامساك بطرف الخيط الدونجواني الذي تسبب بوجود حقائق مهمة نكتشفها تحليليا مع كل رسالة تضاعفت فيها لغة المونولوج المستيقظة من كبوة دونجوان نفسه الذي يعيد توجيه الرسائل الى كل رجل وقع في حب امرأة واصابه منها ما اصابه «عزيزي جلجامش اريد أن استرد بك طاقتي لقلب الموازين رأسا على عقب، طاقتي في سبر الأعماق ومعرفة الأسرار» لتقلب الموازين الكتابية رأسا على عقب بأسلوب كوميدي ساخر من مواقف رجولية تثير عدة حواس في صميم اللاشعور، ومن خلال مفاتيح كل شخصية تناولتها  معتمدة على الانفتاح والغنى الدونجواني في قرن اصيب بالحداثة الذي من المفترض أن يكون عصر الانفتاح والوعي، بينما هو قرن يتقاطع دونجوانيا مع القرون الأخرى التي عرفنا فيها الكثير من العشاق ضحايا النساء «عزيزي دون جوان علينا أن نكشف عن أشياء هزت وجودنا ورمتنا في غياهب العادات التي تملكتنا وصرنا جزءاً منها وصارت جزءا منا» فكيف اصبح دونجوان القرن الواحد والعشرين على الورق؟ وهل خروجه من قمقم الأدب الاسطوري هو تحديث لسيرة ذاتية او شهادة حب أزلية للنساء؟ ام هو اكتشاف لاسرار كلمات حب اطلقها دون جوان القرن الواحد والعشرين؟ 
فكرة دونجوانية انبثقت من معاناة الشباب او الرجال على امتداد التاريخ، لتحرك الشغف المعرفي لهذه الشخصية الاسطورية من خلال الحقائق التي استعرضتها برسائل تحمل الحزن والفرح والالم والبهجة والفشل،  والانتظار والازدواجية في تجارب نفسية مرتبطة بقدرتها على التحليل،   فيما يتعلق بالبناء الاسطوري لهذه الشخصية  الشمولية في دنجوانيتها التي اشتهرت بها وصولا الى القرن الواحد والعشرين والتقهقر غير المعلن، وبتطور مرتبط بالماضي والحاضر الى اصدار النتائج للمستقبل بتوجيه رسالة الى دون جوان المستقبل الذي نجهل ما هيته.  الا أنها  تجربة نفسية كاريكاتورية  تضع الكثير من علامات الإستفهام حول اسبابها ونتائجها  لفهم القضايا الدونجوانية، والفكرة التي انطلقت منها دكتورة «هلا الحلبي»  في كتابها  المحفز والمستكشف والدافع،   لوضع السيرة الذاتية لدونجوان عبر رسائل يوجهها لكل رجل قوي او ضعيف هتلر او سوبرمان هارون الرشيد او حتى شهرزاد بفضح حقيقة هي رؤية تعيد من خلالها تكوين حكاية معاكسة «حبيبتي شهرزاد إني أخط رسالة كان يخبئها لك تحت وسادته، ولكن بما أن دون جوان القرن الحادي والعشرين يكره ان تختبىء الحقيقة وتبقى طي النسيان، لذلك لا بد من فضحها..» فهل جلاء الحقائق في الحاضر هو مزج لتحليل مع نتائج دونجوانية كتبتها الدكتورة «هلا الحلبي» بتوثيق لحالات الحب المتيم التي اصيب بها الرجال قبل النساء؟ 
تتكيف الرسائل في كتاب «دنجوان القرن الواحد والعشرين» مع الاسلوب الهزلي الساخر او حبكة متصلة ببعضها البعض ضمن التحليل الأدبي لشخصية دونجوان الاسطورية المبنية على حكاية  ما تزال اشكاليتها مفتوحة على عدة تحليلات، صيغ منها الكثير من القصص والروايات والحكايات والمسرحيات حتى بات كل متعدد لعلاقات نسائية يسمى دونجوان. الا ان الحلبي في كتابها اعتمدت الى تحليل شخصيات رزحت عبر القرون تحت معاناة العشق والتعلق بنساء تركت كل واحدة منهن حبيبها ممزقا الى اشلاء، مما دفعه الى ان يكمل مسيرة دونجوان الأول وصولا الى دونجوان القرن الواحد والعشرين، فما هو المنظور الدونجواني في هذا الكتاب؟

dohamol@hotmail.com