سنة ولّت بشهورها وايامها وتلتها سنة مرتدية كل جديد
فرحنا بها وهللنا لها واستقبلناها بالأنوار والاشجار لأجمل عيد
وغادرتنا سنة سالبة افراحها واتراحها والقوي والضعيف والشديد
كل إنسان يفكر واشعاً برنامجاً للعام الجديد بأمل لعمل مفيد
المزارع يعمل جردة لزرعه ما أنتج وأعطى وكيف كان الحصيد
والتاجر يحب زيادة رأس ماله مضيفاً مشروعاً جديداً للمزيد
والموظف يحاول قدر المستطاع تخطيطاً للرقي برأي رشيد
كل يبدأ بوضع خارطة طريق للمستقبل بتفكير ورأي سديد
كي لا تُزل به القدم خائفاً من غدر الزمان والخسارة والتبديد
كل عمل يتجلى للناظرين إليه ونتاجه فترى هذا شقي وذاك سعيد
هذا يرى شمس حياته داجية رغم ثرائه يعيش بائس شريد
وذا يرى دجاها نوراً يتلألأ وسمائها قمرية لأجمل تغريد
هذا صاحب مطامع لا تنتهي طالباً سائلاً هل من مزيد
طمعاً لا حاجة لأنه لا يشبع الفانية يحاول زيادة رصيده حبه الوحيد
لا يبسط يده للعطاء من شح ليس له مثيل وكأنه للمال من العبيد
وهناك من يده ممدودة دون حساب للمحتاج والقريب والبعيد
وهناك من يكد ويكدح ليجمع ثروة له ولأولاده منها يستفيد
وهكذا تمر علينا السنوات كمرور الغريب سارقة عمرنا القصير والمديد
ثم نغادرها أينما كنا بأمر المولى سبحانه ليسترد أمانة غير معيد
ليسأله ماذا جلبت معك من دنياك الفانية وأين هو الحصيد
رحل والجيوب فارغة ما أخذ معه سوى أعماله هوذا الرصيد
أهم رصيد للمولى عز وجل من أعمال وافعال حسابه يقيناً أكيد
رصيداً لما بعد الحياة ليوم الحساب واليوم الموعود والوعيد