بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 كانون الثاني 2018 12:05ص الروائي راهيم حساوي لـ «اللــــــواء»: الأسئلة هي مشروع قائم بين الكاتب والقارئ

نعم انتقد «نوبل» للسلام

حجم الخط
تجسد رواية «الباندا»  للروائي «راهيم حساوي»  الصادرة عن «دارنوفل» دورة الحياة، فتبرز المشاهد الانتقادية في الرواية كلعبة نسجها لاظهار كل ما هو باطن في الادوار الحياتية، والانسانية التي تشكل في نمطها الرتيب شكل الباندا ولونه ودورة حياته المخفي منها قبل الظاهر، وعبثية الحياة والموت وفكرة الخلود التي تهاجم العقل الانساني، وتدفعه للبحث وايجاد لغة البقاء بمختلف الافكار الفنية والاقتصادية والمعيشية البسيطة والمعقدة . لتأخذ شخصيات الرواية من الباندا اختياراتها ومع الروائي «راهيم حساوي» اجريت هذا الحوار
- النسيان والمتعة والعمل في وقت واحد هل اصف عملك الروائي بهذه الثلاثية ؟
لم يستطع عمران التل نسيان الطريقة التي قتل بها أبوه نفسه في مكتبه، ولم يستمتع الدكتور عزام بألفته مع كلودين حتى النهاية،  أمّا فيما يخص العمل فلقد كان العمل حاضراً دون توقف من بداية الرواية حتى نهايتها لكل شخصية من شخصيات الرواية.
- عناصر الفن التشكيلي وادواته في الرواية ينعكس في صورة الغلاف والتجريد لواقع رمزي هو الباب هل اعتبرها حنكة روائية لدال ومدلول؟
لا أرى في الأمر حنكة، إنه مجرد غلاف مناسب، وما الجدوى من الأغلفة و العناوين يكون الورق وما عليه من مضمون بلا قيمة ! جاء الباب لعدة أسباب، على رأسها أّنّ عمران هو نجار وصانع أبواب، ومن جهة ثانية كانت فريدة الأسعد تقف على باب نوبل للسلام بطريقة مواربة، وكذلك هذا الباب له دلالته فيما يتعلق بباب سارة الزين الذي صار باب مكتب عاصم التل لها بعد سنين.
- وضعت في الرواية خيارات لسؤال ما زالت الاجوبة عليه عالقة لكن لماذا الباندا؟ ولمن يكتب راهيم حساوي؟
الأسئلة هي مشروع قائم بين الكاتب والقاريء، وفيما يخص العنوان فلقد جاء من العبارة التي كان يكررها عاصم التل قبل قتله لنفسه (إنه واضح مثل بياض وسواد وحجم دب الباندا المهدد بالانقراض) أي أنه يقصد الحقيقة  في وضوحها و في انقراضها . أكتب للذين لا أعرفهم ولا يعرفونني بالدرجة الأولى.
- هل تنتقد جائزة نوبل للسلام ونحن نعلم انها برمزيتها تحمل الكثير من المعايير المهمة في الحياة؟ 
نعم أنتقد نوبل للسلام، ولا رمزية بها سوى الابتذال وانتهاك قيمة الانسان الأولى، ولستُ بصدد المعايير الخاصة بها ولست في صدد فيمن يستحقها ولا يستحقها، بل في صدد وجودها بحد ذاته، وكل يقين أنها ستتوقف بيوم من الأيام ( هذه الجائزة على وجه التحديد ) أمّا فيما تبقى من جوائز فلست معترضاً عليها، على العكس، وجودها جيد. وأظن أنّ الذين سينالون نوبل للسلام سيكون الواحد منهم محط سخرية و اضحوكة أمام ما تبقى من مليارات البشر الذين لا علاقة لهم بمثل هكذا مهزلة.
- الا يكفي الاحساس بالسعادة ان العمل الفني قدم ما يجب تقديمه للانسانية بغض النظر عن جائزة نوبل او غيرها؟ 
كلاهما معاً، وثمة أمور أخرى.
- راهيم حساوي والفن والسخاء الروائي  المتنوع بصوره الجمالية من تتحدى؟ 
لا أتحدى أحداً على وجه الخصوص، وفكرة التحدي باتت ساذجة في عصرنا هذا، كل ما أفعله يتعلق بحالة فعل شيء ريثما نموت، وهذا هو السيناريو الأبدي، لم أسمع عن سيناريو غير هذا السيناريو من قبل، وحتى الفعل في بعض الأحيان يبدو ساذجاً طالما أنه مرهون بفناء صاحبه و فناء الجميع، فرغم الأوابد التاريخية التي قام بها القدماء إلّا أنها تبدو سخيفة في بعض الأحيان أمام فكرة فناء من قام بها، وهذا يؤكد عجز الإنسان الكامل و يؤكد عقدته الأزلية في حب الخلود، لا شيء من هذا كله سوى انتظار الخاتمة، والخاتمة دوماً شأن شخصي لا يمكن لأي أحد أنْ يلمسه، مثلما حدث لعاصم التل في الباندا، حتى ولده عمران لم يستطع لمسه للأقصى ، وهذا بدا واضحاً في آخر مشهد من الرواية.