بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 تشرين الثاني 2018 12:04ص الروائية زينة الغول لـ «اللواء»: همّي الأول أن أصل للجميع

القيم الإنسانية هي السبيل الوحيد للخلاص

حجم الخط
تحدد الروائية «زينة الغول» خطوط روايتها الصادرة عن دار الفارابي تحت عنوان: «فؤاد الياسمين» بفتح عالمها لتكشف عن الانماط الانسانية تحديداً في مجتمعات نامية مازالت تحت الكثير من القيود والقيم التي تتنازعها سوء الاخلاق دون صرامة روائية شديدة الحبكة، بل بتسطيح مياشر حيث فتحت الافكار على مصاريعها، وجعلت القارىء يمتد بالرؤية ليجمع باقة معرفية متناثرة على صفحات رواية هي طرابلس التي تتمتع بنسيج طائفي، حضاري، اجتماعي وثقافي متنوع، فالشخصيات تتجول في شوارعها وتنتقل بين الازقة والحارات والمناطق مع وصف حي لأدق التفاصيل سابحة مع اساليب الحياة المجتمعية . حيث عرضت صورة طرابلس الجميلة بمينائها، بمنشيتها، بطيبة اهلها وعفويتهم وعرضت صورة طرابلس المنكوبة جراء الوضع الاقتصادي الخانق والاشتباكات التي كانت تحصل بين الاخوة وتحرم المدينة الامن والامان . ومعها اجرينا هذا الحوار..
{ تزينت الرواية بالحكاية وما هو مباشر فيها اتخذ صفة الظاهر دون تبطين لماذا هذا الاسلوب؟
- عندما يبدأ الكاتب بسكب ما يريده على الورق فأنه لا يقول سأعتمد هذا الأسلوب أو ذاك سألجأ الى الإيحاء هنا والى الكلام الواضح والصريح هناك، بل يترك قلمه ينساب معبرا عن أفكار تعتريه أو موقف أثر به ... وكان همي الأول من روايتي الاولى أن أصل للجميع الصغير والكبير، القارىء العادي والمثقف المتمكن .. والقضية الانسانية التي طرحتها كانت الأهم في نظري .. ولا يجب إغفال أن الكتاب لم يعد من أولويات المواطن وربما يقع على الكاتب بعض المسؤولية بسبب رداءة بعض الأعمال المقدمة او عدم الأخذ بعين الاعتبار التطور الحاصل في شخصية القارىء .فالاسلوب في رأيي هو في خدمة الرواية والقضية الانسانية المطروحة وكلما طال شريحة اكبر من الناس كلما كانت هناك الفرصة اكبر في انجاح الهدف والرسالة ... مع العلم ان هناك العديد من الرسائل المبطنة التي على القارىء ان يغوص بها ليفهم ابعادها والمراد منها.
 { منحت القيم الرواية رؤية كتابية اضفت عليها نوعا من الجمالية السردية هل اعتبر هذا نوعا من التزيين؟
- لا يستطيع الكاتب ان يتجرد تماما في كتاباته على الاقل ليس انا حاليا فهو موجود في زاوية ما ... في مكان ما .... قد يكون مراقبا ... وقد يكون محركا اساسيا ... أما انا فحاولت ان اعرض نتاج خبراتي في الحياة وخلاصة استنتاجاتي من خلال الشخصيات التي رسمتها والتي تعرضت لسلسلة من الاخفاقات اليومية والمواقف الحياتية المخيبة . وما انتصار الحب والسلام في النهاية سوى انتصار للقيم الانسانية التي برأيي هي السبيل الوحيد لخلاص الكائن البشري الموجود في بؤرة من الغدر والخيانة من الظلم والتجني .
 { ما من تأويلات أو ايحاءات في خيوط السرد المباشرة وما هو الدور الانساني الذي تهدف له زينة الغول من خلال روايتها؟ 
- قد يكون السرد في أغلبه مباشرا وقد اوضحت السبب في الجواب الاول ولكن هناك تنقل سلس وسريع ما بين أزمنة مختلفة: زمن الماضي بما يحمله من أسى وحزن لجميع شخصيات الرواية، زمن الحاضر الذي يضج بالاخفاقات واليأس الى المستقبل الذي هو في الحقيقة الامر المنشود واختياري للرواية الاجتماعية انما هو في الواقع منطلقا لألقاء الضوء على بعض القضايا الانسانية المأسوية التي تعاني منها مجتمعاتنا: النزوح، البطالة، عمالة الاطفال، التحرش، الزواج المبكر، العنصرية بالاضافة الى الكثير من المخاوف التي تعتري النفوس وتقلق ابناء الوطن مثل الهواجس الامنية والتفجيرات المتنقلة والصراع بين ابناء الوطن الواحد . هذا وقد حاولت ان اكون موضوعية قدر الامكان وان اقف على مسافة واحدة من الجميع فالقضايا الانسانية المطروحة هي الاهم.
 { تمتلكين الشعور بالقضايا النسائية الا تظنين ان هذه القصص باتت تتكرر في الرواية النسوية؟ 
- أي امرأة لا تمتك هذا الشعور ولكن الاختلاف القائم هو في مقدار مساهمة كل واحدة فينا في هذه القضية واللمسات الخاصة التي تضفيها والاضافات. فلكل واحدة دورها من خلال الموقع الذي تحتله والنساء العاملات في المؤسسات الحقوقية والتربوية والثقافية والجمعيات النسائية تنشطن في المحافظة على الحقوق المكتسبة وتسعين للحصول على المزيد .وأظن ان التكرار يخدم هذه القضية والتعددية تغنيها .وعندما عرضت في روايتي وأن على وجه السرعة مشكلة الزواج المبكر وعواقبه الصحية على الفتيات الصغيرات كان ذلك نابعا من مشكلة واقعية اجتماعية دق لها ناقوس الخطر أخيرا .كما عرضت المراة المعنفة التي يهجرها زوجها ويتركها مع فتاة صغيرة بلا عائل بالاضافة الى تأثير هذا العنف على الاطفال . وهناك ايضا قضية التحرش الذي يمارسه الرجل على المرأة لهتك شرفها وتطويعها...