بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 تشرين الثاني 2023 12:00ص الضمير والوجدان.. إلى الأخت الراهبة العزيزة منى نصار

حجم الخط
أيتها الإنسانة التقيّة النقيّة صاحبة الضمير والوجدان
ماذا أقول فيك وكيف أصفك وأنت نادرة في هذا الزمان
منذ أول مرة التقيت بك نصحتينني نصيحة فيها الأمان
وهذا واضح من أخلاق حميدة ملؤها الصدق والإيمان
وكأنها خُلقت لتكونى رحمة للناس دائماً بكل مكان 
ترى وجهها يلمع فرحاً وكأنها من معادن العقيان
هي من تخلّت عن ثوب الحياة لترتدي ثوب الرهبنة بامتهان
امتهان رعاية المرضى في مستشفى تجول بها بكل امتنان
تسأل عن أحوالهم وراحتهم وكأنها والدتهم احتضان
ثلاثة عقود مرَّت على معرفتي بها ودائماً محبتي أكثر حنان
تصحبني عند طبيب العيون وتبقى معي لها الجميل والعرفان
هي من نسمة روح الله ووروده ومن الأزهار والريحان
وهي نور الشمس تضيء مودّة حتى مع الأهل والجيران
هي أعزّ من صديقة وأكثر من شقيقة مع الجميع راجحة الميزان
تقضي حياتها معاملة طيبة مع المرضى وحوائج الأخوان
 لعمري ما رأيت إنسانة مخلصة بعملها وهناك ألف برهان
ولا عجب من تركت الدنيا ومباهجها لتقف أمام أي إنسان
لو احتاجها تلبّي دون تردد لتكون بجانبه دون استئذان
كل من يعرفها يقدّر إنسانيتها وأعمالها الطيبة على كل لسان
أيتها الراهبة والأخت المثالية لا يوجد مثلك في الأوطان 
لأنك أطيب نشراً وعمقاً من رائحة الياسمين والريحان
ولأنك جسّدت الإنسانية بكل معانيها في كل آن وأوان
الأخت العزيزة يا شامخة بإنسانيتك كشموخ أرز لبنان
أطال الله بعمرك وأبعد عنك كل مكروه وكل شنان(1)

(1) شنان: البغض مع العداوة