للّه ما أصدق هذا المثل الشائع الطمع ضرّ ما نفع
وما أصعب على إنسان يتعامل مع آخر صفاته الشجع
يحاول الأخذ منك ما دمت على قيد الحياة غير منقطع
كم وكم صادفت في حياتي من البشر لا يعرف الشبع
إذا أعطيته طلب المزيد وإذا رفضت كنار سفع(1)
بكلمات يصاب سامعها بالاشمئزاز ويودّ لو عنه انقطع
لأنه يعرف باطنه مهما شاء وأراد بلع
لا حدود لطلباته ولا يشعر بغيره وعن طلبه لا يتزعزع
وكأنه لا يكتفي بما أخذ طالباً المزيد ولا يرتجع
صدق من قال كثرة العطاء غباء النتيجة شيء موجع
تلك هي طبيعة بعض الناس صفة فيه هي الطمع
لأنه لا يكفّ عن محاولاته تلبية لطلبه الحجج يبتدع
ولا يدري ان الله لا يكلّف نفسا إلّا وسعها ما هذا الطبع
وأن يدرك ان لكل شيء حدوداً حتى عن كذبه يرتدع
وانه بإختراعه الأكاذيب جاهلاً ان الآخر لا ينخدع
رغم انه يتعلل بشتّى الأسباب حتى قدر المستطاع ينتزع
يا أسفي على هذه الأخلاق والتصرف وهذا الكذب الشنع
لا تستهبل الناس بأعذارك فالعقل لكلامك لا يتسع
كفّ عن طلباتك وبأسبابك الصغيرة الضعيفة لا تتذرع
خذ القناعة من دنياك وارضَ بها لأنها كنز لا يفنى بكل موقع
1) سفع: سفح