بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 حزيران 2018 12:18ص الفضاء السلبي وجماليته معرض الفنان نبيل وهبه

حجم الخط
يلاعب الفنان «نبيل وهبه»  (Nabil Wehbe) العناصر الايجابية المؤثرة على الضوء من خلال مادة الحديد الصلبة دون حيادية في انشاء الشكل البصري وتقاطعه الرئيسي بين مفهومين. اعتمد عليهما سلبيا وايجابيا،  لاظهار فضاءات مجسماته باسلوب فني وجمالي يميل الى الابتكار الناتج عن تساؤلات فيزيائية،  وتساؤلات فلسفية عن العدم والحياة او المادة الحية في الفراغ او الشكل والمساحة، والتناسق او التضاد بينهما. الا انه في النهاية يستنبط في كل مجسم معادلة بصرية تختلف عن الاخرى وترتبط بالفضاء السلبي او العكس. مما يجعل المتلقي يستلذ بها لما تحمله من اثارة ذهنية عند رؤيتها. ولقدرتها على ان تكون قطعة سلبية او قطعة ايجابية مصممة تبعا لنوعيه المادة وليس للفراغ. 
يفصل «نبيل وهبه» بين الكتلة والضوء وبين الشكل وتعريفه.  لترتسم معالم مجسماته بوجوه مختلفة لكل منها سلبياته وايجابياته واشكاله المجردة، وان ضمن الفضاء السلبي وجماليته وتضاده مع المادة الصلبة معتمداَ على الظل والتشابه والسيمترية او المساحة التي يشغلها الضوء،  والتي لا تقل اهمية عن المساحة التي يشغلها الظل، كأنه يفصل بين المتناقضات وبين المفاهيم الحسية.  بالأحرى بين الشىء وضده دون تنافر سلبي، انما بتناغم بين متانة الحديد وليونة الشكل الحسي الحديث، بشكل ابداعي وبتركيز على قيمة المساحة ومعناها النسبي في التكوين البصري. اضافة الى التأكيد انها ليست فارغة تماما، وانما تشكل الفراغات في التصميم المعنى الخاص بالشكل.  اذ لا تكتمل الاشكال دون فراغاتها الخاصة التي تحدد هويتها بين الخلفية والامامية،  وتحت وفوق والانعكاسات الاكثر تعقيدا من مادة الحديد في تشكيلها وجوانب التكوين الخاصة بها. فهل يجعلنا بذلك نتساءل عن الاحجام وقوتها في الفضاء السلبي او هي الكتلة المنفصلة عن الفراغ؟ 
تبرز حيل الفراغات في اعمال الفنان «نبيل وهبه» ادراكية لوعيها في ترجمة اشكال الفراغ في الفضاء الحقيقي او اظهار المعنى الادراكي لحالة الوعي بين ما هو سلبي وايجابي وضمن فراغات معينة. اذ لكل منها قياساتها وابعادها وانعكاساتها على المكان او على النقطة التي وضعها ضمن مساحة محددة يظهر منها الضوء والظل سلبيا وايجابيا. او ما يعرف بالمسافة الفاصلة بين الشىء وضده او الجاذبية والتنافر الجزئي في الفضاء الايجابي والسلبي،  ودوره المهم في تشكيل وتحديد الزوايا او الخطوط  من خلال فهم قيمة المساحة، والفرق بين الفراغ والاشكال الايجابية والسلبية، وخطوات التواء الخطوط او انسيابها او تكسرها او الحفاظ على الابعاد بين الخطوط السلبية والايجابية وجمالية الفضاء السلبي في العمل الفني. 
يستخدم الفنان «نبيل وهبه»  المساحة البصرية السلبية بطرق متعددة منها بشكل تجريدي ومنها بشكل رمزي، وضمن حالات فنية يضع فيها رؤاه بعناية واهتمام لعلاقاتها مع بعضها البعض، وللفصل بين الشفافية والسماكة او شفافية الضوء وسماكة المادة دون ان يطمس الحس البصري،  ومنحه لذة الاكتشاف لغموض الشكل قبل استخراجه من مساحته الفعلية، وهي الفضاء السلبي في المساحة الإيجابية او هي الجزء الفني من التركيب البصري الذي يترجمه العمل النحتي وتوازنه بين عدة متناقضات يتمسك بها في انسجام مع الانماط التقليدية لهذا الفن، وتصاميمه الحديثة بصريا في عالم الضوء والظل او السلبي والايجابي، وما ينتج من تفاعلات بينها تؤدي الى استكشاف المعنى  الخفي للمادة والضوء او للظلمة والضوء او للظل والضوء، وفي جميع الحالات. اذ تتجاوز الرؤية البصرية  الفضاءات المحددة نظريا لواقع المادة الصلبة وقوتها، بل! وتمسكها في مواجهة التلاشي او الانصهار اللامتناهي. اذ يرسم وهبه شكل الموضوع بطريقة معاكسة وينفذه عبر المادة الصلبة وتقنية الاسلوب الذي يسمح بتنفيذ الفكرة التي يتمسك بها او التي يريد اطلاقها في الفضاء السلبي.
معرض الفنان «نبيل وهبه»  (Nabil Wehbe) في غاليري (اكزود Equipe Exode) الاشرفية ويستمر حتى 30 حزيران 2018.

dohamol@hotmail.com