يمزج الفنان الأفريقي بيتر امواكو «Peter Amoako» المولود في غانا بين النظرة الفنية والموسيقى الصاخبة، بتكوينات افتراضية تميل إلى خلق لغة شعبية تمثل حركة شعوب أفريقيا، وقوة الحركة النارية لألوان تشتعل بصريا في لوحات تجسّد الكثير من العادات والتقاليد ولكن بلغة إيحائية، وبإيقاع فني يختزل من خلاله امواكو الأسرة العاملة في مجتمعات ضيقة، لكنها تعيش ضمن تقاليد أفريقية خاصة محاولا توحيد العائلة من خلال الألوان والخطوط والأشكال فاتحا فضاءات اللوحة نحو قوة الحياة، وما تنطوي عليه معاني الألوان النارية التي تختزنها ريشته القادرة على توزيع ضرباتها بتناسق لا يخلو من تضاد ضمن معايير اللون وتدرّجاته، إضافة الى خلق الكثير من الرموز بعيداً عن القيود الفنية، ليؤكد على قدرته في المزج بين النظرة الفلكلورية الأفريقية وبين تسليط الضوء على المعاني الفنية الأفريقية لتجديد العلاقات بين القديم والمعاصر وفق تأثيرات القيمة الجوهرية للأشكال المقترنة بضربات الريشة، أو المساهمة في تطوير النظرة للفن الأفريقي المعاصر، من خلال المحفّزات اللونية المرتبطة به خاصة، وبنهج ديناميكي يؤثر على الحس البصري القادر على فرض تأمّلات تؤدّي الى الكثير من التحليلات. ومع الفنان بيتر امواكو أجرينا هذا الحوار:
{ ألوان أفريقية وتعبير ناري وقدرة على حفظ التموجات البصرية، كيف ذلك؟
- تفترض أعمالي معنى متناقضاً ومنفصلا عندما يتعلق الأمر بالتعبير عن الألوان. وبصفتي مترجما ثقافيا، أوزع الأشكال النابضة بالحياة في اللغة البصرية الشعبية لخلق تعبيرات إبداعية عالمية، بينما استخدم اللغة البصرية للرسم لترجمة ثقافة الموضة الأصلية ببلاغة فنية، وذلك في سياق الثقافة الفرعية الغامرة في غانا.
{ ضجيج ضربات الفرشاة هو إيقاع قوي لماذا؟
- إن الضوضاء أو الحركة المستمرة المنبثقة من ضربات الفرشاة هي تمثيلات لرموز مقدسة تلعب وتتدافع من أجل إبراز المكان والزمان ضمن حدود لوحة الرسم الخاصة بي، ترتبط ضربات الفرشاة وتتفاعل مع بعضها البعض في صدام لوني يكتمل ويتناسق مع بعضه البعض لإعطاء نظرة شاملة تصرخ للفت الإنتباه. وبالتالي فإن حركة الضربات الخاصة بالريشة تمثل تناغم النوتات الموسيقية.
{ الفن الأفريقي بدأ يأخذ منحى مختلف في سوق الفن، ما رأيك؟
- بعد نمو غير مستقر إلى حد ما في سوق الفن العالمي، من المثير للاهتمام ملاحظة الفن الأفريقي الذي يحظى باهتمام جديّ. كان هناك اهتمامات بالفن الأفريقي المعاصر في السبعينات، لكنه تراجع في الثمانينات. ومن ثم تم احياؤه مرة أخرى في وقت لاحق في التسعينات. والآن تحظى الفنون الثقافية باهتمام نقدي أكبر في أفريقيا، وكذلك في الشتات. كما أشعر اليوم أن فن أفريقيا يؤثر بشكل كبير على المشهد الفني الدولي.
{ متى ترسم، وما هي رؤيتك للمستقبل في الفن؟
- لا أعرف حقيقة كيفية الجواب على هذا السؤال ولكن أتحرك دائما للعمل في أي وقت وفي أي لحظة، لكنني أستمتع بالرسم في صمت ليلي هادئ وأذكر كل ما يمكن أن توفره بيئتي المباشرة، وأتأمّلها بعمق، على الرغم من أنني أقضي دائما ساعات في الجامعة حيث أعمل (جامعة تاكورداي التقنية) فقد أنشأت استوديوين، أحدهما في الجامعة والآخر في شقتي، واستوديو تسجيل حيث أصنع أغنياتي وأسجل لفنانين آخرين. تتمثل رؤيتي في السفر حول العالم ومشاركة أعمالي الفنية مع العالم والبحث والتأثير والعرض في العديد من المعارض الفنية والمتاحف في جميع أنحاء العالم، وتتعاون بشكل فعّال مع فنانين آخرين للمساعدة في توسيع نطاق رؤيتي في مجال الفن.