بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 حزيران 2019 12:11ص الفنان التشكيلي حسان الصمد لـ «اللـواء»: معرضي قصيدة رثاء للطيور والطبيعة في لبنان

الفنان الصمد وبعض لوحاته الفنان الصمد وبعض لوحاته
حجم الخط
يحمل الفنان «حسان الصمد» هموم البيئة في كل معرض يُقام، وهذه المرة وضعنا أمام سجادة بيئية قوامها أكثر من تسعين لوحة للكثير من أنواع الطيور التي انقرضت أو ما زالت موجودة، وبأسلوب تصويري انتقادي يهدف الى خلق مصطلحات بيئية تهدف الى وقف الصيد أو احترام الصيد ان صحّ القول للحفاظ على البيئة، فالطيور في لوحاته تجسّد الأزمة البيئية التي ترتكز على أهمية وجود هذه الأنواع من العصافير التي رسمها كعلامات استفهام بيئية. ومعه أجريت هذا الحوار..

{ تهتم تشكيليا بالبيئة ألا يجعلك هذا أحاديا فنيا أو ضمن دائرة البيئة فقط؟

- هذا شيء غير متعمّد، الدخول في هذا اللون أو إطار البيئة بدأت من خلال تجربتي الخاصة وما يعنيني أو عالمي المحيط بي من خلال مشاهداتي وخلال معايشة الأشياء من تعبيرات دراماتيكية تحدث، فأنا كفنان معني ان أدلّ أو أكشف الحقائق، ان كانت تُشاهد أو لا بمعنى ان كانت ملموسة أو غير ملموسة على أرض الواقع. برأيي يجب أن يكون لي مساهمة فيها، صدفة هذه المرة بيئيا ومن الممكن جماليا، ربما تعتبر نوعا من القبح لأني أرسم سلبيات هذه المشاهدات. لا يهمني هذا ان اعتبر البعض اني سوداوي أو قاتم أو كئيب، هذه المجاهدة الخاصة بي أو قوة تعبيرية استخرجها بالرسم حتى وان انتقدت اني لست فنانا تجاريا، طبعا هذا يشرّفني ويسعدني اني من خلال الإطار التشكيلي الجمالي أقدّم هذا.

{ هذه المرة تغزو الطيور لوحاتك وبكل أنواعها، هل تنتقد الصيد أم ندرة الطيور؟

- نعم وليس فقط الطيور أيضا الحيوانات بشكل عام، هي حيوانات لبنان، باعتباري صياد سابق يمكن اعتبار هذا بيان اعتزالي للصيد، لاني تدريجيا بدأت أخفف من هذه الهواية النبيلة التي لم تعد نبيلة في هذا المكان الذي أنا فيه، وافترض في معظم الأماكن في لبنان لم يعد من إمكانية للصيد لا جغرافيا ولا اجتماعيا أو بيئيا بسبب عشوائية ممارسة هذه الهواية بنوع من العدائية تجاه البيئة ولا أريد المساهمة بذلك.

{ البيئة والفن التشكيلي من ينقذ من؟ وهل من رسالة مختلفة يحتفظ بها حسان الصمد؟

- من خلال خبرتي كصياد منذ طفولتي أعرف الأنواع والأصناف التي يجب أن نصطادها أو لا نصطادها، والتنوّع والغنى البيئي الموجود في لبنان، طبعا لست خبيرا بيئياً إنما أعرف كمية كبيرة منها، وحاولت تصويرها مقتولة واستعرضها بشكل سجادة بيئية، وأيضا مختصرة حوالى تسعين لوحة، إضافة للحيوانات والطيور المقتولة مع إشارات سير بسيطة أو بدائية ببعض القرى في لبنان أو إشارات ملكية أو إشارات بلدية ممنوع الصيد، وفيها إشارات لتعدّي الصياد بين هلالين، الصياد في لبنان، الذي أسمّيه قواص الذي يصطاد أي نوع في أي مكان ويمكن اعتبار هذا جزء من منظومة العنف الموجودة حولنا في هذا البلد، وهو ربما إنعكاس اجتماعي أو بسيكولوجي ومحاولة «فش خلق»، إذ ما من متّسع لأي نوع من الترفيه، لهذا صوّرت نتيجة هذه الممارسات وليس الصياد بشيء من السردية وهو يمارس هذه الهواية. ربما أفعل ذلك في الأعمال القادمة. لهذا يمكن اعتبار المعرض بيان اعتزال أو قصيدة بصرية رثاء للطيور أو للطبيعة في لبنان أو هجاء لهؤلاء الصيادين الى ما هنالك من تعبير عن مشاهدات لهذه الحالة التي تتكرر كل سنة مع محاولات السلطة لوقف هذه التجاوزات. إذا الإنسان لم يتربَّ على معرفة ثقافة قيمة البيئة وقيمة العصفور منذ الصغر يصعب ضبطها.

{ في معرضك تبدو اللوحات كجدارية لموضوع واحد، أين الانسان فيها؟ أم ترسم انتهاكات الإنسان للطبيعة؟

- طبعا الفن في خدمة كل القضايا خاصة البيئة ومن ضمنها البيئة التي هي موضوع الساعة ان في لبنان أو عالميا. الفنان عليه التنبيه أو لفت النظر لأمور تحدث حول منّا، البعض يعتبره الفن الملتزم لا يُطرب الجميع إنما هو كلام لا بد أن يقال، وصرخة تعلو ان كنا تريد قراءة الموضوع قراءة مباشرة بيئية، وإنما تشكيليا الموضوع ممكن أن يكون تأويلات واسقاطات وإشارات الى ما هنالك سياسية أو اجتماعية أو ثقافية وغير ذلك.


خلال افتتاح المعرض مع مدير عام وزارة الثقافة د. علي الصمد ود. صالح الرفاعي وميشال روحانا