بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 حزيران 2020 12:00ص الفنان المغربي أحمد الهواري لـ «اللواء»: أصبح العالم الافتراضي التشكيلي الإلكتروني معرضاً عالمياً

الفنان أحمد الهواري امام لوحاته الفنان أحمد الهواري امام لوحاته
حجم الخط
ترتبط ريشة الفنان المغربي «أحمد الهواري» بديناميكية الآداء التشكيلي والتمثيل البصري الذي يأخذنا الى الهموم الاجتماعية أو القضايا الإنسانية، ولكن ضمن الأسلوب التكعيبي المثير للفرح بالألوان، وبوعي للخفايا الفنية التي يمزجها بالكثير من الاستدلالات التي تسمح بظهور الجماليات التي تطغى على الفكرة، فتظهر اللوحة جماليا بأبهى حلّة، ومعه أجرينا هذا الحوار.

{ سحر المغرب في لوحة وشغف الألوان ريشة، متى تأخذها إلى اللون الأبيض؟

- اللون الأبيض هو اللون المحايد في أعمالي، لكن عند توظيفه في اللوحة هو بمثابة مساحة ترتاح فيها العين، ويجعل عناصر ومكوّنات العمل تنسجم فيما بينها، هو أيضا بمثابة الأمل والضوء عندما يتسرّب بين المساحات والأشكال في العمل، ويجعلها تنسجم في ما بينها وتحقق نوعا من الهدنة، فالأبيض في العمل له دور الصلح بين مقومات العمل من أجل مساعدة المتلقي التنقل بين كل أجزاء اللوحة بدون ملل. يمكنني أيضا توظيف الأبيض في الخطوط التي تدلّ على الحركة بدلا من أي لون آخر عندما تكون المساحة داكنة اللون من أجل إبراز قوة الحركة والإحساس بكل صراحة، فانا أتعامل مع الألوان بصفة عامة كأحاسيس متحركة تتكلم وتتناقش فيما بينها، فالأسود يحقق الاستقرار والعمق بين الألوان، والأبيض عنصر حر طليق يتنقل بين مكوّنات العمل، فهو لون طيب وهادئ وحنون بمثابة الأم في الأسرة.

{ أحمد الهواري ما الأسلوب الذي تميل له، وأين اللوحة التشكيلية اليوم في ظل الكورونا؟

- أميل جدا الى الأسلوب التكعيبي في عالم سريالي ومستقبلي، فيما يخصّ الحركة والاحساس وأستعين بكل هده الأساليب المعاصرة من أجل التعبير عن موضوع ما وفي زمان الكورونا تمكّن الفنان في ظل الحجر الصحي والأزمة الصحية العالمية من التفرّغ أكثر للأعمال الفنية والابداع أكثر وأكِثر، وأصبح العالم الافتراضي التشكيلي الإلكتروني معرضا عالميا من أجل عرض الأعمال الفنية بدون قيد أو شرط وانحياز بين فنانين من كل أنحاء العالم وفرصة أيضا لبروز فنانين جدد كانوا يشتغلون في الخفاء يعني الحجر الصحي كان إيجابيا بالنسبة للفنان والكثير من الفنانين ابدعوا بكيفية مذهلة جدا في زمان كورونا.

{ أي الألوان أحب لقلبك ومتى تحجب بعض الألوان عن لوحاتك؟

- الألوان هي بمثابة ضيوفي في مساحة اللوحة البيضاء أرحّب بهم اختار ضيوفي حسب الموضوع من البداية وأعرّف كل لون على الآخر من أجل التعارف، وذالك بإضافة كل لون على اللون المجاور ولو بنسبة قليلة وحتى الألوان المضادة تصبح صديقة فوق اللوحة بكل انسجام وتناغم، كل الألوان صديقة لي، وكلها قريبة الى قلبي، أطرد اللون كيفما كان من عملي ان لم يكن منسجم أو يود الانسجام في العمل وأستعين بأحساسي ونظرتي الخاصة بعد تأمّل طويل وعميق.

{ ريشتك والمرأة وسحر المعنى لا الجسد، ما رأيك؟

- في أعمالي التي أجسّد فيها المرأة هي بعيدة كل البُعد على ما هو جسدي بل كل روح طاهرة أو ربما العكس في تحليل المرأة الشريرة المستبدّة أو ربة بيت الخدومة المعطاءة الحنونة أو المرأة ذي وجهين، وأيضا تطرّقت لموضوع العنف ضد النساء وسرطان الثدي واستغلال النساء وحب التملّك وأعطي كل الأهمية للمعنى العميق والرسالة التي أود أن أوصلها للمتلقّي.

{ في ظل احتجاب المعارض هل من سوق «أونلاين» للوحة التشكيلية؟

- أصبح العالم الافتراضي والانترنت ملاذاً لكل فنان في ظل هذه الجائحة، ومكانا لعرض الأعمال وتسويقها بكل سهولة كجميع المنتوجات الأخرى ومن خلالها تمكنت من بيع عدة أعمال في المغرب بالاستعانة ببعض شركات النقل الوطني فقط، أما الدولي في ظل غلق الحدود لا يمكن.

{ هل أنت راضٍ عن أعمالك حتى الآن، وما المميّز الذي تنتظره من الفن العربي؟

- في حياتي الفنية أعيش المراحل بأحاسيسها وهمومها وأفراحها وأحزانها، ومنها استوحي أفكاري ومواضيعي وكل عمل فني عبارة عن حكاية وذكرى موثّقة بألواني وأشكالي وأحاسيسي، وراضي كل الرضى، ونادم جدا على بيعها فأنا الوحيد الذي يعرف قيمتها المعنوية والفنية، وأنا في بحث مستمر على المزيد من التقنيات التي سوف تساعدني على التعبير أكثر عن أفكاري وأحاسيسي كما أطمع أن أكون أكثر انفتاحا، وأن اشتغل بكل تلقائية وحرية أكثر بدون البحث عن الإعجاب من طرف الآخر. وانتظر من الفن العربي المزيد من التحرّر من المألوف وكل ما هو تقليدي والمزيد والجرأة في العمل.