بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 تشرين الأول 2019 12:02ص الفنان والنحات نعيم ضومط لـ «اللــواء»: لا أستطيع أن أفصل بين الأعمال الفنية

الفنان التشكيلي نعيم ضومط الفنان التشكيلي نعيم ضومط
حجم الخط
 
يبرع الفنان والنحات «نعيم ضومط» بمنح أشكاله الأبعاد المختلفة وان اختلفت المادة أو الموضوع بين تشكيل ونحت، إذ يستخرج من أفكاره منحوتاته بدمج لا تنحسر فيه التفاصيل، بل تتخطّى الرؤية بموضوعية يحافظ عليها بدقة فنية تثير جمالياً الأحاسيس من خلال القياسات والمعايير النسبية التي يحافظ من خلالها على الفضائل التصويرية في حال جرّدنا العمل من المادة وأعدناه الى التصميم الأول أو لحظة ولادته من رسومات ذات أبعاد وتناقض. ومع الفنان «نعيم ضومط» أجرينا هذا الحوار:

{ هل تبحث عن التفوّق الهندسي من خلال الشكل البصري في النحت؟

- النحت كالهندسة عمل فني محض بشكل عام لديهما نفس المكوّنات التي تبرز العمل الهندسي والنحتي، عنيت بها الأبعاد الثلاثة، وهذه هي العناصر المكوّنة لها. التأليف النحتي يرتكز في تركيبته على الأشكال الهندسية مهما كانت بصرف النظر عن هدف كل منهما. ان العمل الهندسي الجيد هو منحوتة بحد ذاته بالنسبة لي كل شيء في الطبيعة له أساس هندسي إن حاولنا درسه جيداً، فهو مؤلف من خطوط وسطوح وأحجام منها الظاهر ومنها المستتر، إذا لا فرق بين المنحوتة والبناء الهندسي الجيد إلا من حيث الهدف. فالنحات يطوّر عمله حسب مقتضيات الشكل الذي يريد حتى وإن لم نعد نرى كمشاهدين الخطوط الهندسية الواضحة مضافا اللمسات والأحاسيس الجمالية التي تنهي عمله النحتي، إذا النحت والهندسة يتكاملان.

{ تتقاطع الرؤيا في أعمالك المرسومة فتنتج أشكالا ديناميكية في النحت, كيف ذلك؟

- بالطبع الخط هو الأساس في العمل النحتي وفي الرسم، قل لي: أي رسام أنت، أقول لك أي مصوّر (peintre) ونحات أنت، عنيت بهذا أن الرسم هو أساس كل عمل فني ومنه ننطلق الى تطوير فكرتنا إن كان نحتاً أم تصويراً أم هندسة. تعلمين عندما ننحت نكوّن شكلا في الفراغ، وبهذا نكون نرسم أنا أعطي الخط أهمية كبرى منذ بداياتي لدراسة الرسم والتصوير في الأكاديمية اللبنانية في العام 1960 قبل أن أتحوّل الى النحت في العام 1962. أعطي خطوطي في أعمالي بُعداً هندسيا حتى ولو كنت أرسم شيئا عاديا بسيطا، لقد مررت بالكثير من التجارب والأساليب في الرسم وفي مواد مختلفة للتعبير عن أفكار ومشاريع، رسماً ونحتاً، مما أكد لي ان الخط هو الأساس ببساطته وديناميته وقساوته وليونته هو الأهم. إن التعبير في النحت ليس كما في الرسم، فهناك المواد وصلابتها وملمسها، كيفية تأليفها، كي نصل الى منحوتة متكاملة ديناميكة، علينا أن نحسن اختيار المادة للفكرة التي نريد تنفيذها.

{ يتناقض الشكل المتعدّد السطوح والمنتظم كعنصر أساسي لجسد المرأة، هل تمنحها بشكل رمزي القوة الجمالية؟

- عندما تباشرين بعمل فني تريدين أن تصلي الى أعلى درجات الكمال والجمال، ففي الرسم سهل التغيير من لون الى لون ومن موضوع الى آخر ومن خط الى خط، عفواً أنا لا أستهين بالرسم، لكني أود القول، أن المادة في النحت صعبة التعامل معها مهما كانت، أتكلم عن النحت وليس التشكيل. باختصار العمل الفني هو هو مهما تغيّرت مواده المهم أن يكون متكاملا متناسقا يفي بالهدف المراد منه. ليتني أستطيع أن أمنح عملي القوة الجمالية لجسد المرأة بشكل رمزي لمنحوتاتي والتي أحاول أن أعبّر بشكل مختزل وأنيق.

{ تكوين نحتي متناغم مرتبط مع التناقض القوي في النحت، كيف لهذه الثنائية أن تجتمع في الرسم والنحت؟

- تقولين أن التكوين النحتي مرتبط بالتناقض القوي، بالطبع العمل النحتي مهما كان مختزلا وبسيطاً لا يمكنه أن يكون إلا مرتبطا بهذا التناقض، عنيت النور والظل، الغائر والبارز الناعم والخشن الخ...

إن هذا التناقض كما في النحت هو في الرسم ولهذا قلت سابقا أنني لا أستطيع أن أفصل الأعمال الفنية من رسوم وتصوير ومنحوتات عن بعضها البعض وكلما درسنا جيداً عملنا الفني من رسمه الى تلوينه الى تشكيله يجب أن يكون هناك هذا السلبي والإيجابي عنيت التناقض، وبه ننهي عملنا الفني الفريد.