بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 كانون الثاني 2021 12:00ص المضحك المبكي

حجم الخط
الناظر إلى الوضع في هذا الوطن الصغير يقف أمام مزيج من المشاعر المتناقضة، فهناك ما يصدّق وهناك ما هو غير قابل للتصديق إلى درجة الإضحاك.

أما كيف ذلك؟.. فهذا هو الحاصل..

مأساة اجتماعية تشمل الوطن بأسره، عمياء تجرف النّاس دون النظر الى هوياتهم وأصولهم واتجاهاتهم وانتماءاتهم ومرجعياتهم وزعمائهم ومناطقهم... وتعلو الصرخات المستنجدة أكثرها إيلاماً الرجل الذي يتصل بعلميات الصليب الأحمر ليقول: أرجوكم تعالوا لنقلي: (أريد أن أموت على الطريق وليس أمام أولادي)..

أو قصة الزوجين الهرمين المصابين في أحد طوارئ المستشفيات عندما أبلغا أن هناك سريرا لواحد فقط، فتنازعا كل منهما يريد أن يكون هذا السرير من نصيب الآخر.

مشاهد تستجلب الدمع من العين حزناً على وطن يذوي ولا يملك أبنائه إلا الصراخ والأنين في وادٍٍ سحيق لا صدى يرجع في جنباته.

تلك هي الحالة المبكية..

من ناحية أخرى ماذا نرى؟!..

نرى العجب العجاب طبقة سياسية صمّاء لا تسمع كل ما يجري حولها وتشحذ السيوف للتنازع والتناتش على حصص وكأنهم ورثة رجال ميت..

الكل يريد المزيد في حصته..

الكل غير آبه لما يجري على الأرض..

كأنهم يوم تولّوا مسؤولية إدارة شؤون هذا الوطن أتوا فقط من أجل ملء الجيوب وتضخيم الأرصدة في الخارج.

ثم تسمع أصوات نشاز تنادي بتعديل دستور البلد!!

وسط كل هذا الموت الزؤام هناك من وجد وقتاً للتفكير في تعديل دستور البلد.

وان فلان لا يؤتمن وكأنه هو يؤتمن..

وكأنهم كلهم يؤتمنون!!

المشكلة ان هذا الوطن أمانة في أيدٍ لا تحسن إلا النشل.

في الماضي كان هناك من يحاسب على نشله محفظة من جيب ما في حافلة أو قطار..

لكن الحاصل الآن انه لا حساب لمن ينشل وطن بكامله.

لن نتكّل على الضمير..

إذ كيف يُمكن الاتكال على ضمير أسلم الروح لدى طبقة لا ترى إلا نفسها في مرآة خلّبية.