بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 تشرين الثاني 2017 12:05ص الوراثة الفنية

حجم الخط
الحديث هنا ليس عن الإرث الفني الذي يتركه الفنان والذي عادة ما يسبب ما يسبب من خلافات بين الورثة كما نشاهد في أكثر من حالة.
بل عن الوراثة الفنية بحيث ان يرث ابن الفنان أو إبنته مهنة الفن أو حرفة «إذا صح التعبير».
والامثلة على ذلك كثيرة...
ابتداءً من الجيل الجديد للرحابنة الذين ورثوا من سبقهم في التركيز على العطاء الفني وكأن الإرث قد انتقل كأرث، وهذا لا يعني ابداً الاستخفاف وعدم إعطاء ما قدم من قبل الجيل الرحباني الثاني من أعمال فنية رسخت الفكرة التي تقول بأهمية الجينات الوراثية في كافة المجالات.
ولكن السؤال هو كيف تمّ هذا الانتقال، وما هي الآلية السحرية التي نقلت الإرث من جيل إلى جيل.
يعني يمكن تحويل السؤال إلى صيغة أخرى.
لو ان اسامة واخوته واولاد عمه لم يولدوا حيث ولدوا ومن أي والدين هل كانوا في نفس الحالة التي تعطي هذا العطاء؟..
سؤال يرسم علماء الاجتماع يتطلب الكثير من الغوص في العمق لمعرفة المؤثرات التي سببت الحالة.
والسؤال نفسه يطرح في أكثر من مجال.
لو ان الفنانة ماجدة الرومي ليست ابنة حليم الرومي هل كانت على ما هي عليه اليوم؟.
وما ينطبق على ما سبق ينطبق على آخرين كثر وفي مجالات أخرى كالموسيقى والتمثيل، وحتى في الرسم والنحت ولسنا في مجال تعداد الأسماء لأنها كثيرة.
والظاهرة ليست محلية، بل هي عامة وشاملة لكل هذا المجال من النشاط الفني وصولاً إلى هوليود وباقي العالم.
ولو حاولنا معرفة الأسباب... مجرّد محاولة... الا يمكن الحكم ان البيئة العائلية الحاضنة هي السبب..
بمعنى انه عندما يعيش الطفل منذ ولادته حتى اكتمال نموه في جو يعبق بالنشاط الفني وتتراكم التأثيرات يوماً بعد يوم لنشكل نوعاً من البنية النفسية وحتى العقلية تجعله مختلفاً عن أي طفل آخر ترعرع في جو مختلف.
ولكن هذا لا يحصر الإبداع في شريحة المبدعين ومن يرثهم فالغالبية العظمى من أهل الإبداع لم يولدوا في بيئة حاضنة فنية واستطاعوا شق طريقهم وبناء شخصياتهم بامكاناتهم وملكاتهم الخاصة دون الاعتماد على ارث أو مورثين.
ولو ان القاعدة ثابتة في صحة ما سبق لكان من المفترض ان يكون أبناء كل المبدعين في كل المجالات هم على شاكلة من سبقهم.. وهذا لم يحصل.
اعود فأكرر ان ما سبق لا يقلل من قيمة عطاء الوارثين.. وإنما هو مجرّد تساؤل الح فولد.