بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 نيسان 2020 12:00ص الوطن لنا...

حجم الخط
و... ابتدأت القصة... وقفت على باب الدار المغلق تنظر خفية الى أفق لا محدود باحثة عن نقطة ضوء تناديها طالبة ً حرية تحييها... وتحميها... صدى يرن... وباب مغلق وراءه حكايات... حكايات صمت الوطن... طوال عمرها تتكلم عن خيبات الوطن عن هيبة الوطن المسروقة عن فشل السياسات المحروقة.. عن شخص غلط في مكان غلط.. عن تصاريح تبتلع وهم الواقع.. وشعب الوطن أين هو... فجأة أصبحت أمواله وهم وسراب... فجأة أصبحت أحلامه كوابيس غراب... بينها وبين الخارج باب كبير مغلق... ووراء هذا الباب وطن يئنّ، يتألّم يبحث عن شعب مطحون حتى القهر... موجود مفقود... فاقد الثقة... أموالك تبخّرت من زمان أبحث عنها في الفانوس السحري.. ونحن ربما نجعلك مالكاً لأسهم...!! حلم صعب التصديق.. واقع صعب التصديق. طوال عمرها تشعر ان الوطن ساكن في البيت، ان التصاريح تعربش على جدران الغرف.. ان شاشة التلفاز طفيلي يتربّع في مكان... ليس مكان... وان القلق سيد المكان... طوال عمرها تحمل كلماتها باحثة عن نقطة ضوء تريها درب الخلاص والوطن مشبوك... يوم لك.. يوم عليك تسقط بالضربة القاضية في وطن احترف مهنة السرقة، سرقة العمر والأحلام.. سرقة الواقع والأموال... كلماتها تهرول تسبقها تبحث عن حرية ضمير... عن وجع فقير... عن خوف مودع منهوب... عن قلق مغترب... عن اقتصاد مكسور... يوم لك يوم عليك خبز أو لا خبز.. بنزين أو لا بنزين... وسوبر ماركت يفيق وينام على ثروة الأحلام... وأسعار تزغرد بين رقابة ولا رقابة... يا ويلي من موت الضمير وسرقة الهيبة تصاريح.. تصاريح ترمى والكل يلوم الكل والشعب.. لا يطاوعني قلبي أن أقول مسكين ربما هو شعب مسلوب... مسروق... إنما أبيّ و... يا خوفي يطلع الشعب من أملاك الدولة.. وقف على باب الدار... باب كبير ينادي تعبه... شقى عمره... الراكض على طرقات الوطن... خبأ قرشه الأبيض ليومه الأسود... جاء اليوم الأسود بحث عن قرشه تبخر.. بحّ.. حتى كلمة آح لم يعد باستطاعته أن يبوح بها حتى كلمة آخ لم يعد باستطاعته أن يصرخ بها... خلصت القصة..؟ يقال انها لم تبدأ بعد... سجن كبير مفلس... شعب نام على غلّة العمر استيقظ على سرقة موصوفة متمادية يوم وراء يوم هو يذهب الى عمله وأحلامه وهم يوهمونه بالازدهار... ويرمون الأزهار في طريقه... ليحصد الشوك في مستقبله... جلس بهدوء، تذكّر أمه، وأمهات المواطنين، عندما كان يذهب الى العمل وتدعو له بكل حنّية: أن ينقلب التراب بين يديه ذهباً... رحلت أمه الى دنيا الحق وذهب حقه هو في دنيا الباطل... جنى عمره... سُرق وسُرقت أيامه... لجان... لجان والبحث جارٍ... والصندوق مغلق يخبىء أسرار... أسرار... وَيَا خوفي يطلع الشعب اللبناني من أملاك الدولة... يوم لك.. يوم عليك... والباب الكبير مغلق... في نهار ينتظر ليل.. تناظر أحلامها... تفكر بأيامها... ترفض التصديق... كل أدمغة العلم والعقل سرقت بلحظة ضوئية لا زمان... نهار... يبحث عن لحظة صدق, مسكين يا وطن... حروب... وويلات وقتل... ومواطن بريء صدق... والصدق أخلاق... واقع ينادي حاضر يكتب تاريخ... أزمة تستولد أزمات... و.. لا حلول فالفقير سيُصبِح أكثر فقراً وقهراً... ومتوسط الحال... يبحث عن حال وسط... والوطن مقسوم أفقياً.. والكل يهرول.. كانت تعتقد انها سيدة أحلامها... هي تشكّلها... ترمي فراشة ملوّنة في داخلها وتطير... متشائمة هي... لا متفائلة هي لا... والعمر يمضي.... والباب مغلق وراءه أحلام مرميه أمنيات مكسورة... أموال ضائعة... طلاب في الخارج... أهل في الداخل... ضمير فالت... وأخلاق لا تزال تواجه... تواجه أزمة الوطن... اليوم... ربما في أقصى بقعة في رحاب الوطن... مواطن يرمي الأمل في عيون أطفاله.... ربما أم تدعو لأبنائها أن يرحل الوباء والقهر... ربما شعب كله... يتضرّع أن يتلطف الله بعباده... أن تحضن الدولة مواطنيها... في يوم ربيعي ملوّن... يناديها العمر... تطلب فترة سماح علّها تستوعب ما يدور... تدور في مكانها... وكل الشعب اللبناني جامد لا يدور... والعمر لحظة تنادي تعب وشقاوة الحياة... والقلق ينادي عطر وردة... والوردة تنادي الماء.. والشعب ينادي الوطن... والوطن لنا وليس لكم... الوطن للشعب... ابحثوا بين الشعب عن الأدمغة... عن الخبراء عن قلوب وفيّة للبلد... ابحثوا عمن يعيد لنا حقوقنا... أموالنا... عمرنا... تعب العمر... همس العمر خلصت القصة... يقال انها لم تبتدأ.. فالوطن لنا.