بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 تشرين الثاني 2017 12:01ص «اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة» قضية: الطرفان يتحمَّلان جزءاً من المسؤولية

حجم الخط
25 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، موعد مع الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة.
مناسبة مهمة في مجتمعنا، للمرأة التي هي نصف الخلق، أما النصف الآخر فهي من ولدتهم، يعني هي كل العالم، وهي تستأهل ذلك وأكثر، خصوصاً في مجتمعنا الشرقي والعربي، حيث الإحترام الكبير، والتقدير السامي للمرأة، التي أعزها الله في كتابه الكريم، وفي أحاديث رسوله «صلى الله عليه وسلم»، وهو القائل: أمك، ثم أمك ثم أمك، ثم أبوك..
يعني رعاية وتقدير المرأة موجود في شرعنا الإسلامي، بينما نحن ندرك كم يحاول مجتمعنا تقديرها، والوقوف على خاطرها، أماً وأختاً وزوجة وإبنة، لكننا بصراحة نواجه مشكلة مع مقولات، وتوجهات الأعمال التي تبثها محطاتنا، وتعرضها صالاتنا، وفيها الكثير مما يُسيء إلى صورة المرأة في مجتمعاتنا، ويشجع بعض صغار النفوس على التطاول عليها والتقليل من إحترامها، والتعامل معها بفوقية، أو بمنطق الجنس الذكوري الأقوى بنية.
نعم ومن منطلق إهتمامنا بالشأنين الفني والثقافي نعثر على حالات تطاول على مقام النساء في مجتمعنا، وهن في أحيان كثيرة يساهمن في هذا الإنحدار من منطلق ما يرددنه من شعارات الحرية والتخلص من التبعية للرجل، الذي ما عاد يطاق كثرة تكبره وتطاوله عليها، وافقادها القدرة على التركيز، والسماح لها القيام بواجبها في مجتمعها. إن المرأة الحرة هي التي تفيد مجتمعها، لذا علينا التعامل معها على أساس أن الثقة والحرية إذا ما أعطيت لها، فإنها ستكون كياناً إنسانياً فاعلاً وحيوياً حيث تكون، وإلا ستنقلب الأمور على أعقابها وسيخسر كلا الطرفين في معركة الحياة الميدانية التي نحياها معاً.
كتاب الدراما للشاشتين والخشبة وضعوا هذا المخلوق في أطر ضيقة وسلبية، ونادراً ما كانت ذات تربية صالحة، أو صاحبة نوايا طيبة، أو حبيبة مخلصة، بل هي تحت إدعاء الفوز بالحرية، تفعل ما لا يرضاه مجتمعها، وتتعامل بخبث، ثم إذا ما دخلت في علاقة عاطفية تبدو غير وفية وتنتظر لحظة الإنقضاض على الرجل الوفي وإستبداله بمن هو أوفر مالاً وجاهاً وحضوراً.
نسعد غالباً أنها هي المحور لكل الأحداث في الأعمال المرئية، ثم ينعكس رأينا سريعاً بعد إكتشافنا أنها لم تعط مجال التعبير عن نفسها، والذهاب بعيداً في آرائها التي تنم عن فهم خاطئ لمعظم الأمور، لأنها لم تشاور أحداً ولا تريد ذلك، أيضاً تحت راية أن المرأة الحرة هي حرة رأيها.
العنف ضد المرأة، لا يرتكبه إلا رجل سيء، أو رجل من دون تربية، أو رجل يحمل من الرجولة إسمها على الهوية، فهذا المخلوق الرقيق لا يستأهل إلا كل اللطف والمداراة والهدوء، وعندما يتطاول عليها رجل لأي سبب كان يكون وحشاً مطلوب أن يعاقب بأشد الأحكام، حتى يكون عبرة لغيره من الرجال، وربما كانت مسألة التحرش التي أثيرت مؤخراً وكتبنا في شأنها مقالة خاصة، واحدة من أخطر القضايا، كونها تعبر عن فعل إرغامي لها كي تفعل ما لا تريده، وبالتالي تكون مقموعة مسحوقة لا تفعل ما ترضى عنه وتريده، والملاحظ أنها أثيرت من عاصمة السينما في العالم: هوليوود، وانتشرت التهم لتطال مؤخراً داستن هوفمان.
هذا المخلوق الناعم الجميل الرقيق يستحق منا كل شيء إيجابي وعلينا الصبر عليها، والتصرف بناء لما يريحها ولا يُشعرها بالمهانة أو الذل أو الفعل الطوعي. فمكافحة العنف ضد المرأة ينطلق من المرأة نفسها، بحيث تعمل حساباً لهندامها، ومشيتها وكلامها، وألا تدخل في أحاديث الرجال وكأنها رجل، عليها ان تبقى إمرأة على مدار الوقت.