بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 كانون الأول 2019 12:03ص بين الخاص والعام....

حجم الخط
بالأمس كنا في لقاء لشهرياد مع الإعلامي سامي كليب في حوار مفتوح على الواقع اللبناني وخارجه وكانت أسئلة وأجوبة في حوار دسم لم يخلُ في محطات ما من بعض السخونة لكنه كان مجدياً من حيث السباحة في العمق وتسمية الأشياء بأسمائها.

اللافت في اللقاء ما ذكره انه بعد استقالته من «الميادين» توجّه إلى ساحات التظاهر للتحاور مع عنصر الشباب الذي يشكّل العمود الفقري للحراك، وأسهب عن هذه اللقاءات في الخيم المنصوبة هناك وخارجها.

ومن ضمن أهم الملاحظات التي ساقها انه اكتشف في جولاته ندرة وجود المثقفين و«النخبة» (كما سمّاها) في تلك الخيم وفي الحراك عموماً.

كلام صحيح..

ظاهرة تستدعي الوقوف عندها..

لماذا هذا الغياب للشريحة المثقفة أو (النخبة) عن هذا الحراك الذي قد يغيّر أشياء كثيرة؟!..

هل هو التحسّب؟... أم الترقّب؟... أم (وذلك قمة التأسّف) الترفّع؟..

المثقف الحقيقي من المفترض أن يكون منذوراً لقضية.. وهل هناك أهم وأغلى من قضية وطن؟...

شريحة كبرى منهم ترى ان الحكم النهائي على نوعية وتركيبة وأهداف الحراك لم يحن بعد؟...

وتلك مقولة لا يمكن القبول بها فحتى الآن مجمل التحرّك يستند إلى مطالب هي في معظمها حياتية اجتماعية تعني كل إنسان يعيش على أرض هذا الوطن.

شريحة أخرى تعيش في برجها العاجي ولا ترى الأشياء إلا من فوق دون الولوج إلى تفاصيل ودقائق ما يجري على الأرض وكأن ما يحدث هو في أرض ما وراء البحار.

شريحة أخرى تعزل نفسها عن العام وتحصر حضورها ونتاجها في الخاص، وما بين العام والخاص هوة فيها الكثير من رواسب الماضي والكفر من تجارب أمضاها البعض لم يرث منها إلا الألم والخيبة، ولعل هذه المرارة هي التي تحول دون الإنخراط بما يجري على الأرض.

والحقيقة ان غياب الشريحة الثقافية عن أرض الحراك ليس لمصلحتها إذ من المفترض أن تكون الحصان الذي يسبق العربة وليس العكس.

لكن الحاصل انه توالي النكبات والنكسات وطنياً وقومياً ولّد حالة معينة تشبه القوقعة أو الشرنقة...

وجعلت التركيز على الخاص والانفصال عن العام وهذا بكل تأكيد هو (عكس السير)..