بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 تشرين الثاني 2019 12:02ص تحية إلى الإعلام!

حجم الخط
للإعلام في مجتمعنا البائس، كما نراه ونسمعه ونقرأه، شأن سامٍ ومقام مرموق، فقد تبيّن انه لسان شعبنا وضابط إيقاع الشارع وصوته المدوّي أكثر وأكثر..

يبثّ معظم إعلامنا أنباء حراكنا القائم، ويدافع عن حقوق الشعب، ويشيد بطاقاته الدفينة والمتفجرة على السواء، ويعرّف أمم الأرض، بأجيال سينبغ في صفوفها رجال علم وسياسة واجتماع.

يمتلك المرء العجب، عندما يضطلع على إعلامنا المختلف الأدوات وحتى المشارب، فتضحية الإعلاميين أسُّس فلاحهم وعماد نجاحه. يبذلون في سبيل تحسين أدائهم وتعزيزه جهداً كبيراً ومالاً وافراً، ويتوسّل التهكّم السقراطي والجدلية الافلاطونية جاذباً لاستمالة الخواطر وفتح القلوب واستنهاض الهمم، وسلاحاً ماضياً للقضاء على ما يغاير مبادئ الوطنية والاخلاقية الحقّة.

نلمس هذا كل يوم وكل لحظة من على التلفاز أو المذياع أو الصحيفة ونرى اهتمام الإعلام بالحقيقة وحرصه على إيصال صوت الشعب إلى أربعة أطراف المعمور.

يتجلّى إعلامنا عموماً لا السلطة الأولى في واقع الحال وإنما السلطة الأولى إلى جانب طاقات الشعب المنتفض. لم ينحصر عمله الدائب الرائد في هذا الزمن الثائر فقط، ولكنه نشأ أساساً في زمن الركود الاجتماعي المتمادي، وها هو يزداد ازدياداً واسع المدى.

إعلامنا حضاري شأنه أن يهزّ إلى جانب آراء الشعب، ضمائر معظم الشعوب الأمم وبلاد الانتشار. وكثيراً ما لاحظت في أحاديث مع السياسيين عندنا في ما مضى ان بعض الإعلاميين يتفوّقون في معارفهم ونزاهتهم على كثيرين منهم ولا شك في ان شعبنا الاستثنائي في معاناته وطول اناته ماضياً سيربح قضيته المحقة من غير أن تراق نقطة واحدة من الدم اللبناني الزكي.

إعلاميونا عموماً يتجلّون متحلّين بسعة علمهم وسلامة ذوقهم وبُعد نظرهم، وإلمامهم بعقلية الجماهير واتجاهاتهم التربوية ومذاهبهم الاجتماعية، فتراهم يتحدثون منشقين من ثقافة صحيحة حية ومرتكزين على دراسات دقيقة محكمة تلائم ميل الشعب وتوافق رغباتهم. وأشير هنا إلى ان عدداً من إعلاميينا الأفاضل كانوا في صفوف طلابنا في الجامعة الوطنية.

فالشكر لهم والادعية.

أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه