بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 آب 2019 12:19ص تفرَّجنا على غناء «كاظم» لمئات النساء في «بيت الدين»

كاظم يغنّي كاظم يغنّي
حجم الخط
بدءاً من المفرق الذي نصعد عبره فوق خط بيروت - صيدا بإتجاه بيت الدين، نلحظ أننا تحت تأثير حدث إستثنائي، زحمة السير بدأت معنا من الخط الساحلي، رغم أن الساعة لم تكن تعدّت السادسة والنصف، يعني قبل ساعتين على الأقل من موعد حفل الفنان كاظم الساهر الذي يدأب منذ عشرين عاماً على المشاركة في المهرجان الصيفي الأهم والأقوى «بيت الدين»، لكنه هذا العام وافق على ثلاث ليالٍ (1، 2، و3 آب/ أغسطس) مثلما فعل في إهدنيات.
وتتوالى حلقات المسلسل مع مرآب السيارات في موقع الجيش اللبناني الذي أفرد مساحة مضاعفة عدّة مرات لمئات السيارات الوافدة، ومع ذلك كان الإحتشاد خانقاً، وبالكاد إستطاع 25 باصاً نقل الأعداد الهائلة من النّاس، عفواً من النساء، صبايا وعجائز، صغاراً وكباراً، مع قلّة قليلة من الرجال، وبدا ذلك واضحاً عند مدخل القصر قبل الدخول إلى القاعة الفسيحة، عند المساحة المخصصة للمأكولات والمشروبات، لقد بدا المشهد وكأننا أمام تظاهرة نسائية حاشدة، لم ينقصها سوى رفع اللافتات المطالبة بأمر ما، وكنا نعرف مطالبهن، حضور حفل كاظم في أول ليلة ببيت الدين.
وفي واحد من لقاءاتنا بـ «قيصر الغناء» في كواليس المهرجان قبل عامين لم تكن الصورة مختلفة عمّا هي عليه اليوم، وأبلغناه بأن الرجال لا يحبونك كثيراً فإستغرب ما نقول، وبادرناه: السبب هو هذا الحب الطافح من النساء لك، عندها ضحك من كل قلبه وقال: ربنا يسامحك.
يجب حضور أي حفل لهذا الفنان، لمعرفة عمق حب النساء له، لأغنياته، إنهن يحفظنها عن ظهر قلب، كلمة كلمة، نفساً نفساً، ويتحرّكن معه، وهو يستمر في صورة «الجنتلمان»، الخجول، صاحب الذوق في مخاطبة المرأة، وصولاً إلى أغنيته الجديدة «متمرّدة» التي كان سجلها عام 2011 وأعادها متجدّدة هنا من كلمات كريم العراقي، ويقول في مطلعها:
أنا كم نصحتك يا صديقي، أنها متمرّدة، كذّبتني... لم تستمع نصحي، فكانت مصيدة.. لا يا صديقي إنني لم أنخدع، تلك العنود الكبرياء الجاحدة، جبّارة فتّاكة متمرّدة، لكني روّضتها وجعلتها ناراً بلا لهيب، وشمساً باردة.
غنّاها بإحساس خاص، ومعه أكثر من 30 كورالاً، و70 عازفاً يقودهم الرائع ميشال فاضل، بتوازن، وتواضع وضبط كامل وتتالت الأغنيات التي كانت فيها الحاضرات من النساء هن الإضافة على الكورال المشارك على الخشبة:
مساء الورد يا عصفورتي، عيد العشاق، إتدلل عليّ، برغم خلافاتنا، أحبيني بلا عُقد، أنا في الحب أكون أو لا أكون، كوني امرأة خطرة، زيديني عشقاً، لجسمك عطر (مع بيانو فاضل فقط)، أحبها متمرّدة، هذا اللون عليك يجنن، هل عندك شك، قوليلي، فاتنتي ترقص حافية القدمين في مدخل شرياني، أغازلك غصباً عنك، يا رب قلبي، عيد وحب هذي الليلة، بين حب وحب أحبك أنت، كثر الكلام عن التي أهواها، قولي أحبك.
كان الصدى رائعاً، الصوت، الموسيقى، الكورال، مناخ الحفل، والهيام الذي تبديه الحاضرات، والتأوّهات، والأيدي على الصدور، أو هي مرفوعة بالكامل في الهواء، أو عبارات: كاظم بحبك، كاظم تقبرني، كاظم ما أروعك، إلى آخر ما يُمكن أن تطلقه المعجبات من عبارات فيها كل الحب والود والتقدير، هذا نموذج خاص من الجمهور لنمط خاص من النجوم، فنحن نعرف أن هناك صبايا يبكين وهن يتابعن وائل كفوري، أو يغمى عليهن، لكن معجبات كاظم صاحيات وجريئات، وعندما وصلت إحداهن إليه وغمرته على المسرح لم يصدق أن تجتاز صبية حاجزاً متيناً من الأمن وتصل إليه، وعندما طلب من الحراس تركها بعدها أوقف العزف والغناء تصوّر معها وبادر الحضور: والله لقد أرعبتني.
لا نقاش بأن كاظم الساهر حالة خاصة، تنفذ جميع بطاقات حفلاته في وقت قياسي. وهو يُبدي دائماً إحتراماً لجمهوره وللمهرجان الذي يظهر فيه، لذا يظل في رأس قائمة النجوم الجماهيريين الحقيقيين.