المتابع للمهرجانات الفنية - الغنائية التي أقيمت حتى اللحظة، ومستمرة بالإقامة استناداً إلى الحملات الإعلانية التلفزيونية، على مدى أشهر الصيف التي انقضى نصفها، يستغرب حتماً غياب أصوات بعينها، رغم جمالها وإمكاناتها الإدائية وشهرة أصحابها، وبالمقابل، الحضور المتكرّر لأصوات غنائية أخرى، حتى بدا الأمر وكأن هذه المهرجانات أقيمت خصيصاً لحساب أصوات بعينها، ولأجل «إستبعاد» أصوات أخرى، مع العلم ان غالبية مهرجانات صيف لبنان تقام إما بتمويل كامل من قبل وزارة السياحية، وإما بإشرافها الكامل مع دعم متفاوت الدرجات، وبحسب المنطقة، وحيث هناك كذلك دور للبلديات؟! ما يعني ان لوزارة السياحة، وأيضاً، للبلديات، الرأي الأساس في اختيار الأسماء المشاركة في إحياء الحفلات والمهرجانات؟
فهل من توافق بين الجهتين على استبعاد هذا الإسم الفني الكبير والقدير أو ذاك، أم انهما تنازلا عن دورهما بالإشراف، وعن مراجعة الأسماء التي يطرحها عادة «المنظِّمون»، وهؤلاء في أغلب الأحيان «سماسرة» حفلات لا أكثر ولا أقل!! والمهم عندهم كم سيتقاضون من عمولات من هذا المطرب أو من تلك المغنية ان هم أسدوا النصائح، لمن يهمهم الأمر، بالأسماء المحدّدة، والتي رأيناها تتكرّر في معظم المهرجانات والحفلات؟؟
نتمنّى ان لا يُفهم قولنا إعتراض على الأسماء التي يُعلن عنها، وإنما نحن فقط، نستغرب تكرار هذا الإسم أو ذاك، في أكثر من مهرجان، وأحياناً خمس مرات، الأمر الذي سينعكس بالتأكيد سلباً على جمهور كبير قد يستنكف عن حضور حفل هذا المطرب أو تلك المطربة، لأنه سيتواجد في حفل سيقام بعد أيام في ضيعته؟!
ثم ما الجديد الذي سيسمعه جمهور هذه الحفلات والمهرجانات من مطربي أو مطربات يشاركون في أكثر من خمس مهرجانات، سوى الأغاني ذاتها التي يردّدونها في معظم برنامجهم - السياحي الصيفي؟؟!
إننا، وبقدر ما نحمِّل المسؤولين عن إقامة هذه الحفلات والمهرجانات، سواء وزارة السياحة أم رؤساء البلديات، مسؤولية تكرار حضور أصوات غنائية بعينها، نحمِّل أيضاً هؤلاء المطربين (المطربات) مسؤولية تواجدهم المتكرّر، لأنهم إرتضوا لأنفسهم مثل هذا الأمر، وكأن إثبات «الوجود الفني» يكون بحسب «عدد المشاركات» فقط لا غير؟! ناهيك عن الهدف المخفي، وهو الكسب المادي الذي سيتحقق لهم جرّاء مثل هذه المشاركات؟؟ ولو على حساب تغييب أصوات غنائية كبرى، وحيث «المضاربة» بالأسعار تلعب دورها الكبير... كما نُقل إلينا؟!