بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 كانون الأول 2019 12:03ص ثقافة الشحن!...

حجم الخط
ما نراه على الأرض من أحداث تثير في النفس المخاوف والتساؤلات... وحتى التوجّس..

ما نراه ليس وليد ساعته بل هو على ارتباط مباشر على مدى فترة ليست قصيرة من الزمن بنوع من التصريحات التي من المفترض أن تكون مسؤولة (ولم تكن كذلك) تتركّز حول الحقوق وتوابعها من مواقع في مراكز السلطة.

كان شدّ الحبل فيها إلى جهة واحدة مقابل لا شد أو بعض الشد الرخو إن صحّ التعبير.

المسؤول في كل موقع، بغض النظر على نوع هذا الموقع، سياسي أو اقتصادي.. أو حتى ديني في وطن مثل هذا الوطن، هو مسؤول وطني وثمّة ضوابط للعقل واللسان، فهذه الشراكة التاريخية انشأت وطناً للجميع الهدف هو الانصهار تحت رايته من قبل الجميع بالقفز فوق الانتماء الحزبي أو المناطقي... أو حتى الديني، على اعتبار ان هذا الوطن هو لكل مواطنيه على قدم المساواة.

فشدّ الحبال من جهة واحدة يخلق نوعاً من الاختلال وعدم التوازن..

شدٌ يمكن وصفه بالنتيجة انه نوع من أنواع الشحن الذي لا بد وأن يوصل الى حالة كالتي وصلنا أو نكاد أن نصل إليها.

هذا الشحن يشبه كرة الثلج ان استمر وقد استمر.

في هذا الوطن طوائف وقد بُني على أساسها وساهمت جميعها في بناء أسسه ونظام إدارته، لكن هذه الطوائف تحمل في دواخلها إنتماء وطني صرف، هو الانتماء الأساسي الطاغي على كل إنتماء آخر.

واليوم يستغرب البعض بعض ما يجري على الأرض، وكأنهم لا يعرفون ان هذا المطر من تلك الغيوم، وان كثرة الضغط تولّد الانفجار الذي لا يرغب في حصوله أحد، لأنه ليس لمصلحة أحد. وإذا حاولنا تحليل ثقافة الشحن هذه لا نجد مشقة في معرفة أسبابها وعوامل تكوينها... انها المآرب الشخصية والرغبة في الوصول إلى مراكز القرار وما فيها من خيرات ومكاسب (معنوية على الأقل) فالمطلوب الآن التخلّي عن هذه الثقافة الخطرة بعد أن بات الوطن على مشارف مآزق اقتصادية وربما أمنية...

حان وقت العودة إلى التعقّل والتركيز على عوامل التسامح، والتخلّي عن الشخصنة في العمل السياسي وغيره من أوجه الأنشطة لان الوضع لم يعد يحتمل أي صنف من أصناف المغامرات والسير على حافة الهوة..

فهل من يرتدع؟... وهل من يضحّي!... في سبيل هذا الوطن؟...