منذ مُـدّة كتبت في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي «بوست» تضمن تواريخ سنوات معينة، هي التالية:
1948/ 1952/ 1967/ 1973/ 1982
وكان الـ «بوست» بمثابة استطلاع لمعرفة ردة الفعل على ما تعنيه تواريخ هذه السنوات التي تعني التالي:
1948: حرب فلسطين وضياعها.
1952: الثورة المصرية كنتيجة لحرب فلسطين.
1967: الحرب والهزيمة أو النكسة وما ترتب عليها.
1973: عبور القناة وتحرير جزء من سيناء.
1982: اجتياح العدو الإسرائيلي لبيروت.
والحقيقة أنني كنت اتوقع ولو نسبياً ردّات فعل تجاه هذه الأرقام لكنني صدمت بغياب أية ردة فعل وكأن هذه التواريخ لا تعني شيئاً...
وهي في الحقيقة تعني الشيء الكثير.
وكما يبدو فأن لعبة توالي الأجيال تركت آثارها على ذلك.
فهذا الجيل كما يظهر يجهل تاريخه وتنحصر اهتماماته في ما تركته التكنولوجيا الحديثة خصوصاً في وسائل الاتصال من مفاعيل.
وإذا حاولنا تحديد المسؤولية في ذلك نكتشف تعدد مصادرها:
1 - التعليم في كافة مراحله..
2 - الاكاديميا بشكل عام بحيث تتحدد مناهجها في الاختصاص المعين خالية من أية بانورامية آفاق ومن ضمنها أو أهمها المفاصل التاريخية في تاريخنا.
3 - الإعلام بكافة وسائله فليس من وسيلة إعلامية على تنوعها تقف امام ما جرى ولو بوقفات سريعة تجعل الذاكرة تختزن شيئاً عن هذه المفاصل.
وتلك ليست مشكلة أو معضلة... بل كارثة تتعلق بالوعي وبالواقع فجيل لا يعرف ماضيه لا يُمكن ان يفهم حاضره ولا ان يقدّر مستقبله... يعني حالة ضياع لا توصل الا إلى ضياع.
إذ كيف يُمكن بناء مستقبل مع كل هذا الجهل بالماضي الذي ينعكس مباشرة على الحاضر والمستقبل؟..
هي مسؤولية مشتركة يتحمل ثقلها المجتمع بكافة جهاته.
وإذا كانت السلطات الرسمية ملتهية أو منشغلة بقضايا عديدة أخرى قد تراها مهمة فان القطاعات الأخرى يمكنها سد هذا الفراغ.
واكرر... التربية/ الاكاديميا والإعلام على تنوعه..
جيل يضيع في مسالك الالهاء وضياع الأهداف نتيجة ضيق الآفاق المعرفية.
هل يُمكن الاستدراك؟..
بكل تأكيد يُمكن مع صفاء النوايا..
إذا وجدت...