حتى الشمس غابت عن شهرك وما عادت تسطع
شهر نيسان الربيعي الجميل وهو على كل الفصول متربع
فصلك الدافئ بأمطاره القليلة المنعشة على الأرض تهمع
ربيعك يا هذا الفصل الموسمي الرطب كل شيء فيه يلمع
بساط أديمك(1) السندسي الأخضر عنده للزهور متسع
من شتى أنواع الورود سبحان الخالق كل شيء مبدع
وإذا أمطرت لماماً ترى الأرض اخضرّت بعشب مرع(2)
هذا الموسم بالغ بسقوط الأمطار تهطل ولا تنقمع(3)
من برق ورعد يزلزل الأرض بقوة من السماء مندفع
وسماؤك كئيبة يسودها الضباب لا شمس فيها تشع
وكأن الله سبحانه يعاقبنا كي لا يزول الوباء ويسرع
لأن المولى يعلم أفول الأخلاق والحياء والتقوى والورع
وصارت كل النّاس تفعل ما تشاء مختلقة لذاتها البدع
ابتدعوا نصوصاً ما عرفناها كالفحشاء النكراء أو القذع(4)
يا إلهي نحن نستأهل ما أصابنا لأننا نفعل ما هو ممتنع
أمهلتنا وغفرت لنا كثيراً لم نتعظ ولمشيئتك نخضع
يا رب يا رحمن يا رحيم ارحمنا وأعد لسمائنا الدرع
درع شمسك الواقية الوافية لهذا الوباء المهلك المفزع رحمتك واسعة وأنت عفو تحب العفو ترأف بنا واشفع
عسى شمسك تعود إلينا دون برق ورعد الأرض يزعزع
كما حالنا اليوم حتى لو أشرقت ساعة هي خافتة لا تنفع
لزوال هذا الوباء السريع الانتشار الذي ليس له درع
سوى الحجر في المنازل إلى ما شاء الله حتى تتبدد وتنقطع
(1) الأديم: الأرض
(2) العشب المرع: العشب النضير
(3) تنقمع: ترتدع
(4) القذع: السباب الفاحش