بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 أيار 2020 12:00ص حربٌ... ولكن..!

حجم الخط
في الحروب أشرس أنواع الأعداء هو العدو الخفي المتسلل خفية تحت جنح الظلام ليضرب ضربته ويلحق ما يستطيع من أذى.

ولدى الجيوش عادة تصرّف عسكري هو مصطلح «التمويه»، إذ يتخفّى الجندي تحت غطاء لا يكشف حقيقته عادة ما يكون من نبات أو ما شابه.

الحرب التي يخوضها إنساننا اليوم تخاض ضد عدو خفي لا يكتفي بالتمويه بل لا يرى بالعين المجرّدة أو بالمجهر العادي بل بمجهر متخصص ويتسلل عبر كل ما له علاقة بالحياة اليومية للعلاقات مستغلاً كل شيء... المأكل والمشرب والأشياء على تنوّعها من معدن وخشب... الخ..

والغريب هو في أسلوب مقاومته، إذ تنحصر في معظمها في الاختباء بين الجدران والانعزال عن العالم خارج هذه الجدران، لكن ثمة جنود من الجيش الأبيض يقاتلون مواجهة على مدار الساعة يتصدّون بأجسادهم لوقف زحف هذا العدو اللئيم ومنع ضرره.

الكوكب كله في حالة استنفار وتأهّب ويقاتل بما يملك من أدوات ليست ناجعة وحاسمة حتى الآن..

معركة شرسة تدور على مدار الساعة بين الحياة والموت... بين البقاء أو العدم..

اقتصاديات العالم انهارت وساحات العواصم أقفرّت واختفت الأقدام عن الأرصفة، وبات النهار شبيهاً بالليل..

حالة مستجدّة على بشر الكوكب..

لكنها تشكّل عبرة تستخلص من كل ما يجري..

ماذا تنفع حاملات الطائرات والغواصات النووية والصواريخ العابرة للقارات والجيوش المدججة بأكثر أنواع الأسلحة فتكاً...

ألا تقف كلها عاجزة أمام عدو خفي؟!..

أليس على البشرية أن تعيد حساباتها بعد إنقشاع غبار المعركة العالمية الحاصلة؟..

وأخيراً... ألا تذكّر الحالة بحكاية النمرود والبعوضة؟!