بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 كانون الأول 2017 12:04ص «حركة 6 أيار» تخصّ شهداء الإعلام وتناقش دورهم إيجاباً وسلباً

نعم وسائلنا تتحمَّل مسؤولية أدبية ومادية عن تردّي الأوضاع..

حجم الخط
ما الذي يريده الأخوان «فريد وماهر الصباغ» في رابع مسرحية جماهيرية تعرض لهما في لبنان. الواضح أن هناك نفساً ثورياً شاباً وجريئاً يقتحم الخشبة بقوة وزخم من دون أي شكوى، لا من الإنتاج ولا من الرقابة خصوصاً وأن الأجواء التي يعملان ضمنها عسكرية إنقلابية تسمّي أموراً كثيرة بأسمائها، وتوحي في أحيان عديدة بوقائع وتلمّح إلى شخصيات ثم تكون التخريجة وطنية الطابع والمؤدّى فتسلم رحلة السفينة من أي مخاطر أو نوايا أو عرقلة.
منذ 11 عاماً تعرفنا عليهما، ولم ندر من أين ظهرا فجأة وباشرا مشروعاً ضخماً على خشبة البيال بعنوان «شي غيفارا»، أتبعاه بعد 5 أعوام بـ «من أيام صلاح الدين»، ثم «الطائفة 19»، يعني من الثورة الأممية، إلى التاريخ، وصولاً إلى اليوم إلى لبنان وإقتراح طائفة إضافية في لبنان تختصر كل الطوائف وتدين بوطن واحد ووحيد هو لبنان. واليوم جاء دور الآن والمستقبل، فما الذي نفعله بالفساد والمفسدين، وأين هي السلطة التي تحاسب ولا تُحابب، بل ما الذي تفعله وسائل الإعلام كسلطة تسمّى رابعة، بينما ممارستها الحقيقية تجعلها سلطة أولى مُهابة قادرة على كشف المستور وقلب كل شيء وستقف الناس كلها معها، لكن نحن في أي زمن، الصحافة المكتوبة تواجه تحدّياً كبيراً توقف بعضها عن الصدور ويعاني بعضها الآخر من التداعيات المختلفة فيهتز ولا يسقط، وولّى زمن الإرتهانات المدفوعة وباتت للجهات الفاعلة منابرها المكتوبة والمرئية فضائياً والمسموعة بالقدر المطلوب وأكثر.
إذن عودوا إلى أنفسكم، إلى ضمائركم إلى مواقعكم الأولى، وإعملوا بالقدر الذي تستطيعونه من مواقعكم على أساس محلي وطني غير مرتبط بالخارج أياً كان هذا الخارج، وإلاّ فإن الثورة جاهزة ولن تفيد السلطة من شيء أبداً لأنها قد تكون أول المستهدفين، كل هذا من مناخ «حركة 6 أيار» التي تعنينا نحن في مهنة البحث عن المتاعب وتغطيتها، وربما السقوط شهداء على واحد من مذابح الوطن، فتضاف أسماؤنا إلى الذين يكرّمون في 6 أيار/مايو من كل عام.
هذا المناخ المتداخل بوضوح أنجزه الشقيقان «صباغ» نصّأً وإخراجاً وتمثيلاً، وهما في الشق الثالث تقدّما على الجميع من فريق الممثلين على خشبة «قصر المؤتمرات - ضبية، فكان «ساري فيصل»(فريد الصباغ) قائد الإنقلاب على الدولة اللبنانية المتمثلة برئيس الجمهورية (يوسف الخال) الأول أقوى وأصلب عوداً وأجرأ في قول ما عنده بصوت عال، أما الرئيس فكانت حجته أضعف وصوته أخفض في إعلان موقفه، ورغم الخاتمة المانشيت والتصفيق لقوى الشرعية إلاّ أن المساحة المعطاة لمونولوغ الإنقلابي «ساري» كانت أرحب وأهم من حضور الرئيس ومونولوغه على الخشبة فالذي يقطف الخطاب وفعل الحضور هو «ساري»، ليبقى للرئيس فقط إسمه ولباسه الرسمي الساحر، وإذا ما أضيف دور «بن» إلى المعادلة في مازورة الحضور يصبح الرئيس ثالثاً في الإهتمام، وفي ترتيب الحضور على الخشبة، لصالح شخصيتي «ساري»  و«بن». ويجيء جانب من التعويض في شخصية «روكز» الكوميدية الشعبية الخفيفة الظل في التمثيل والغناء، مع إنسجام واضح يتجلّى في صوت المغنية والممثلة «كارين راميا» في دور»كارمينيا».
وأدّى كل من «طوني مهنا»، «بياريت قطريب»، «زاهر قيس» و»رفيق فخري»، شخصيات محورية  لافتة في أدائها، مع آخرين(آلان العيلي، سبع البعقليني، طارق شاهين، وسيم صبرا، غابريالا المر، وعايدة خوري) مع المراهقين والصغار(مارياوجاين وسارا الصباغ، وكريم وكارل عاصي)، أما اللوحات الراقصة(كريكور كلشيان) فقد إنسجمت مع المناخ العام للمسرحية بما فيها من إيقاع صلب، وأجواء عسكرية.

محمد حجازي