بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 آذار 2020 12:03ص خشبات ونوادي لبنان الليلية في عتمة حالكة بسبب «كورونا»

دور السينما فارغة من دون قرار رسمي.. والإيرادات رمزية..

شربل روحانا ألغي حفله في «بيار أبو خاطر» شربل روحانا ألغي حفله في «بيار أبو خاطر»
حجم الخط
 
صحيح أننا نعيش أتعس أيامنا بكل ما للكلمة من معنى. كل عناصر الحياة في يومياتنا تنهار تباعاً وتضعنا في مواجهة جدار سميك من إنعدام الأمل، من دون أي حراك من رأس السلطة للإنقاذ، وكأن ما يحصل عندنا يشهده بلد آخر فوق كوكب غير كوكب الأرض.

إنكشفنا إقتصادياً وإجتماعياً وماتت عندنا السياسة بدل أن يموت السياسيون، وغاب الأمل في تلقّي أي عون خارجي بعدما نُهبت أموال الدعم بالكامل، وها نحن اليوم في عد عكسي لسقوط منظومتنا الثقافية التي لطالما تغنينا بها بسبب تداعيات وباء الكورونا الذي يحرمنا حتى من اللقاء في أماكن واحدة ويمنعنا من التقبيل والعناق وحتى السلام باليد، لتبدو الصورة وكأننا في حالة حصار قدرية لا مفر من التعاطي معها بكثير من الرويّة، والواقع أن الأمور كانت إلى حد ما مقبولة إلى أن قلبها رأساً على عقب الوباء الوافد من الخارج، ومع قرار اٌلإقفال الذي فرضته وزارة السياحة باتت صالات السينما الوحيدة التي نتسامر فيها ومعها آلامنا وآمالنا، لكنها هي الأخرى شبه فارغة من دون قرار تفريغها لأن عدد الرواد قليل جداً بل مخز وقد شاهدنا فيلمين منذ أيام لم يتعدّ عدد الرواد في الأول 2 وفي الثاني 5.


العمل الموسيقي «دين أبوهم» ألغي في اللبنانية الأميركية (عمرو سليم)

ما لنا والمرض، فكل ما عداه ليس أقل منه سوءاً، إننا نشعر وكأن لعنة نزلت علينا وتفرعت لعنات أصابت كل شيء، كل المواطنين متوسطي أو متواضعي الدخل أو الميسورين، لذا لم نعد نستغرب حصول أي كارثة تضربنا من حيث ندري أو لا ندري. لكن السؤال هل موضوع الإقفال منطقي، ألا يعني هذا أن بقاء الناس في بيوتهم أفضل، وهل تعليق الحياة العامة حل، كأن نمنع الناس من التزاور أو اللقاء في أي مكان، في مكتب أو سوق، أو موّل؟ ولماذا فقط حتى 15 آذار/ مارس الجاري؟ ببساطة نحن نريح السلطة من واجباتها تجاهنا، فإذا كان التدهور الإقتصادي، والكلام عن مال قليل في خزينة الدولة في وقت تًحجب فيه ودائعنا في المصارف عن أصحابها، ألا يجب أن نعتقد بأن كورونا هو الحل ألا يبدو أنه حل بيننا نحن لكي يحل أي رباط لنا بالحياة كبديل نوعي .. كلامنا منطقي جداً.


تقلا شمعون تأجّل تكريمها في كازينو لبنان

المسارح وصالات السينما وبعض النوادي الليلية و.. و.. و.. و.. و.. و..، شكّلت في الأشهر القليلة الماضية متنفساً مُرضياً لكل المخنوقين في فضاءات المنازل الضيقة، وإنعدام أثر التفاؤل في كل ما يحيط بنا، نحن بحاجة لشيء من الترفيه الذي يتقدم كل أشرطة هوليوود (entertainment)، لكننا وعلى مدى أسبوع محرومون من إلتقاط الأنفاس، فهل نحن بصدد الإختناق، والجواب نعم. نعم فكل التطورات تبعدنا عن التفاؤل، ونسأل بعد لماذا لم يتصدّ لمساعدتنا أي طرف عربي أو أجنبي، وتحصل كل هذه الإنهيارات والمسؤولون عندنا فوق كراسيهم، وكأن المعني سواهم.. لم نلحظ تدبيراً إستثنائياً تتدخل فيه الدولة لوقف سرقة، أو إعتقال فاسد، أو وضع قانون طوارئ لحماية الناس في وقت الأزمات المستعصية، أبداً، هناك مسؤولية نعم لكنها على أحد ما، في مكان ما على كوكب ما غير الأرض.

نقول أبقوا مكاناً للثقافة، دعوا الفنون تخفف من عبء اليوميات المعقدة عند اللبنانيين. لكن تبدو الصورة إلى مزيد من السواد، ونحن متروكون لوحدنا بعدما تعودنا على من يساعدوننا وقت الأزمات، لكننا نبرر تجاهلهم لنا بعدما دفعوا الكثير ولم نفعل شيئاً، ذهب ما دفعوه إلى جيوب كبيرة وأُفرغت جيوبنا الصغيرة ليسهل سوقنا إلى مصير أسوأ.