أقيم في مدينة مالغا الإسبانية احتفالية لتكريم الفنان «بابلو بيكاسو» وقد شاركت الكثير من الدول في هذه الاحتفالية ومعها لبنان أيضا حيث قام فنانوه بمشاركة فنية من خلال الواقع الافتراضي، وقد تم اختيار الفنانة د. إكرام الأشقر للتنسيق لمعرض بيكاسو في احتفالية «بيكاسو نافذة العالم على إسبانيا» وبمشاركة العديد من الفنانين اللبنانين في مدينة مالغا، وهي أستاذة في كلية الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية وحائزة على دكتوراه في المسرح من الجامعة اليسوعية ودبلوم دراسات عليا في علم الاجتماع الجامعة اللبنانية، كما درست الرسم في المعهد الثقافي الروسي بيروت وحازت على إجازة في علم النفس العيادي ولديها العديد من المؤلفات والأبحاث. وفي هذه المناسبة أجرينا معها هذا الحوار:
{ الاحتفال ببيكاسو نافذة العالم على إسبانيا، بل نافذة العالم على الثقافة والفن والإبداع، ما الذي يعنيه هذا الاحتفال وما هي أهمية المشاركة فيه؟
- الاحتفال ببيكاسو نافذة العالم على إسبانيا بل نافذة العالم على الثقافة والفن والإبداع، وأهمية المشاركة في هذا المعرض وهذه التظاهرة الفنية المميّزة لنبرهن للعالم أن لبنان يبقى بلد الثقافة والفن والإبداع، ولفسح المجال للفنان اللبناني بترك بصمة ناصعة في تاريخ الفن والثقافة وتشييد جسور المحبة والسلام. وتعكس المشاركة في هذا المعرض أهمية التبادل الثقافي والمعرفي وتساهم في تقارب الشعوب وتفاعل الأفكار وإغناء التجارب في ميادين الفن والثقافة. هذا الفن الذي كسر الحدود بين أوطاننا والعالم. إن تكريم بيكاسو الفنان التشكيلي والنحات ورائد الحركة التكعيبية والذي تكرّمه مدينة مالغا الإسبانية والتي تعتبره مفخرتها الوطنية للإضاءة على هذه الشخصية العظيمة والتي اتحفت العالم بـ 70 ألف عمل بين لوحات تشكيلية ومنحوتات، إن تكريم بيكاسو هو تكريم للفن والفنانين المشاركين من 26 دولة في العالم شاركوا في المعرض الإلكتروني وشارك فنانو إسبانيا بالمعرض الواقعي من خلال لوحات رُسمت جميعها بأسلوب بيكاسو ومراحله وألوانه، وتقنياته وانطلقوا بروح شفافة وأفكار خلّاقة والتزام عميق ببيئتهم الثقافية والاجتماعية، فالحياة في لبنان بترسيماتها ومصاعبها وأزماتها عبّر عنها الفنان من خلال الموضوع واللون والحركة، وأعطى مدلولات مثل معاني الألم والأمل والموت وجميع هذه المدلولات ملازمة للإنسان أينما وجد وفي أي زمان ومكان.
{ من هي مارجي لوبيز؟ وما دور مؤسسة آرت اديسكارت للثقافة والفنون بمدينة مالغا الإسبانية؟ وكيف تم التعاون مع فنانين من لبنان؟
- هي فنانة تشكيلية إسبانية نحاتة ومرممة، صاحبة معرض فني ومديرة لمعارض الفن المعاصر الدولية، وقد تشاركنا في عدة معارض وكانت مثالا للفنانة الراقية عندما قامت باختياري للتنسيق لمعرض تكريم بيكاسو وأصبح لدينا تواصل وتفاعل بشكل دائم، فقد كانت متفهّمة ومتعاونة وسريعة التلقّي لأي معلومة وأي استفسار. لهذا كنت سعيدة جدا في هذه المشاركة الغنية وللتاكيد أن للفن دورا فاعلا في ثراء وثقافة الأوطان لنتخطّى الحدود الى العالم الأرحب الفن هو الخلاص.
{ ما رأيك بالواقع الافتراضي الفني وهل هو النافذة الفعلية للفن في المستقبل؟
- هناك واقع افتراضي فرضته جائحة كورونا أحدثت تحوّلات من كل نواحي حياتنا الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والفنية والجمالية، وفرضت التباعد والإنعزال عند البشر في وقت كانت الفعاليات والنشاطات والمعارض التشكيلية تقدّمها، وكان لتنامي هذه الظاهرة زيادة في الوعي بأهمية الفنون وارتفاع نسبة المهتمين والمتابعين لهذه الفنون. ولأن الحاجة هي الدافع الأساسي للتجديد والابتكار واستحداث أساليب جديدة سمّيت بالمعارض الالكترونية والافتراضية وقد نشطت الحركة وازدهرت وساهمت في تحقيق التواصل بين الفنانين والإسهام في العملية الابداعية والتعبير عن المعاناة، وقد شاركنا في العشرات من هذه المعارض وتحدّينا كل الصعاب ورسمنا وانطلقنا إلى ما وراء الأفق، دأبنا المستمر هو نشد الجمال والسلام والبحث عن انتماء إنساني أعمّ وأشمل من حدود بلادنا إلى رحاب العالم. ولكن تبقى للمعارض الواقعية جمالية وأبعاد، ويبقى التفاعل الجسدي والفكري والبصري بين اللوحة والمتلقي. سنبقى بانتظار صالة العرض فلن تستمر الأوضاع كما هي بالنسبة للحجر ولن تلغى صالة العرض لما للأهمية بين صالة العرض والنتاج الفني من جهة والمتلقي من جهة أخرى.
{ هل سنشهد تنظيم احتفالية فنية في لبنان على غرار هذه الاحتفالية؟
- لقد آلينا على أنفسنا في لجنة تكريم رواد الشرق تكريم أهم رواد وعمالقة الفن في لبنان والعالم العربي وكوني أمينة السر في اللجنة كنت أقوم بتنظيم المعارض المرافقة للاحتفالات والتكريمات والتي كانت تقام في قصر الأونيسكو في معظم الأحيان لقد كرّمنا أم كلثوم بمناسبة ذكرى مرور 40 عاما على غيابها وكرّمنا عبدالحليم حافظ وكرّمنا وردة الجزائرية وقمنا بتكريم النشيد الوطني اللبناني في احتفالية ضخمة رافقها معرض ضخم ضم نخبة من الفنانين التشكيليين الذين أبدعوا بالريشة واللون ورسموا أفكارهم واتجاهاتهم الفنية وعبّروا عن دواخلهم وأحاسيسهم وعاطفتهم، ونحن نتطلع إلى المستقبل ربما لن تستمر الأوضاع على هذا الحال وعند الانتهاء من هذه الظروف الصعبة سيكون لنا احتفالات وتكريمات ومعارض على مستويات عالية من التنفيذ والأداء.