بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 آذار 2019 12:28ص د. فوزي زيدان في كتابه «الدولة المستباحة» بانورامي شامل لكل مشاكل الوطن

حجم الخط
قارئ كتاب د. فوزي زيدان (الدولة المستباحة) يشعر بعد الانتهاء من قراءته انه قام برحلة ممتعة وشيقة في مراحل زمنية مختلفة، وانه غاص في أعماق احداثها ليكتشف بعض ما هو مستور وتستريح ما هو معروف.
مقالات لم تترك باباً الا وولجته بحنكة المجرب والعارف خصوصاً انه عايش عن قرب لا بل بمشاركة احداث ليست مهمة فقط بل تشكّل مفارق في الحياة السياسية اللبنانية.
كتابة بعقل واعٍ محايد وكأنه يدلي بشهادته امام التاريخ.
لم يترك شاردة أو واردة دون الخوض في تفصيلاتها وابعادها ومراميها فاستطاع بالتالي تحويل كتابه إلى مادة تأريخية عبر ما يُمكن وصفه بمذكرات تجسدت من خلال مقالات ومواقف تطرق فيها إلى نسغ الموضوع المعالج مستعملاً مبضع الجراح لمعرفة ما خفي وكشفه كي لا تبقى ناحية معتمة أو قابلة للالتباس.
كتاب يُعيد القيمة للمقال لكون كتابي يفتقد فرسانه خصوصاً ان مداد قلمه مستمد من حقائق عايشها وشارك في صناعة بعضها.
يستهل كتابه بباب اسماه (ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري) فيفي الشهيد حقه من الأدوار الرئيسية والمفصلية التي قام بها في عودة الحياة إلى لبنان وكيف كان (دولة في رجل) اما كلام د. زيدان عن بيروت في كل ما تطرق إليه ترافق كتابته شعلة من الحب لمدينته والحفاظ على مصالحها مع ذكر بعض الشخصيات التي برقت في سديمها.
وعندما يتطرق إلى (الدولة المستباحة) يلج إلى أزمة انتخابات الرئاسة ويسجل موقفه من ازمتها يذهب بعدها إلى المشاكل العالقة فيقترح الحلول التي تشمل معاناة الوطن من مشكلات طالت واستطالت كعقبات تأليف الحكومة ولا ينسى أزمة الكهرباء ويتحدث بإسهاب عن ديموقراطية المحاصصة والفساد. ولا ينسى عرسال وما تعني معاركها وكذلك تركيزه على ان مقام رئاسة مجلس الوزراء هو خط أحمر.
ينتقل بعدها إلى الأزمة السورية ووقوع لبنان بين مطرقة التجاذبات الداخلية وسندان هذه الأزمة.
ويقف عند قانون الانتخابات النيابية وحزب الله ومشروعه.
ويخلص إلى انتصار الدويلة على الدولة.
وعن تجربته في رئاسة اتحاد جمعيات العائلات البيروتية التي استمرت من 2014 إلى 2017 يسرد النشاطات والانجازات التي تحققت خلال هذه الفترة.
كتاب بانورامي شامل.
ليس كتاباً تأريخياً ولا هو بالمذكرات ولا هو كتاب تحليل ليس هذا فقط بل هو شامل لكل ذلك من باقة لا يُمكن تقديمها الا من كان به خبيراً.