وأنا اتلمسُ كتابكِ ايتها الشاعرةُ، شعرْتُ لوهلةٍ أن بينَ يديَّ قلبٌ ينبضُ ويسخرُ ويضحكُ .
بين يديَّ مجموعةُ لغاتٍ شعوريةٍ تخربشُ هلوساتِهَا بكثيرٍ من الثورةِ والجديةِ .
وأنا أتصفحُكِ يا شاعرة ، عرفْتُ كيفَ تنتفضُ الروحُ عندما يشكو الجسدُ لتقولَ مفاخرةً : ما همني الحياةُ وانا خرّيجةُ الألمِ . أنتصرُ حيثُ تصعبُ هزيمةُ إرادتي ، حيثُ الحبُّ كلُّ زادي وانتصاراتي .. والحرفُ لعبتي المجديةُ .
تقولُ غادة : الحبُّ هو الشعورُ بأنكَ حيٌّ ولو نسجتَهُ من خيالاتٍ . نعم يا عزيزتي ، لكِ كلُّ التقديرِ لهذا النسجِ الخلاقِ فالواقعُ يدمرُ كلَّ الجمالياتِ ، والحقيقةُ بنتُ الخديعةِ العصماءِ .
إرتقي ونحن معكِ نعلنُ التحليقَ ، كلُّ فضاءاتِكِ غنّاءُ وسماواتِكِ عناقٌ .
حقيقتُكِ ليستْ جوفاءَ يا غادة ، انتِ المكتنزةُ بهذا الكمِّ من المشاعرِ تعجنينها بلغةِ الشعرِ فتطاوعُكِ عربساتُ الحياةِ بحرفةِ المتمكنِ من خوضِ الغمار ِ.
إنتفاضةُ روحٍ ليسَت مجردَ كتابِ شعرٍ .. هو مدرسةٌ في تحفيزِ الروحِ على تخطي الواقعِ نحو سعادةٍ ترسمُها غادة بالريشةِ والقلمِ . لتعبرَ عن سطوةِ الإدراكِ بكل مقاييسِ الجمالِ الداخليةِ . تقول غادة
انا النبتةُ التي بُذرَتْ
في أرضٍ جرداءَ
تحدّتْ جميعَ العواملِ
وأنبتَتْ .
وقريبا جدا
ستزهرُ
وتشقُّ باطنَ الروحِ
لتنفجرَ ينابيعٌ من السعادةِ والأملِ .
تجربتُكِ الشعريةُ تنمُّ عن مكنونِكِ الثريِّ بالأملِ والتطلعِ باتجاهِ النورِ الساطعِ في داخلِكِ .
أيتها الأيقونةُ تقولين : لستُ وحيدةً ما دمت أمتلكُ الحلمَ . خذينا الى احلامِكِ .. لنتعلمَ كيف نكتسبُ من رجاحةِ العقلِ ايمانَنا . كيف نصنعُ من المخيلةِ طوقَ النجاةِ .
مباركٌ اصداركِ الثاني . على املِ ان يكونَ لنا معكِ موعدُ اصدارٍ سنويٍ . ننتظرُه وننتظرُكِ .
سنا البنا