بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 حزيران 2021 12:00ص ديوان «بوهيميَّة» للشاعرة ميراي عبدالله شحاده نار الحرية ونور الغياب

غلاف الكتاب غلاف الكتاب
حجم الخط
تحمل الشاعرة ميراي عبدالله شحاده قصيدتها كسلاح ليس في يدها فحسب إنما في قلبها وروحها وهي مستعدّة لتردي فيه الحبيب إن اقتحم سماءها وعبث بهواها. قصائدها إنعكاس لنفسها الشفّافة المرهفة، غير أنّ هذه النفس أو هذه الأنا عند الشاعرة شحاده، ربما مسحوقة بالذكريات الأليمة والأحزان الدفينة على حدّ ما نقرأ بين سطور بعض القصائد، إنما وبكل تأكيد، هذه الأنا مبللة بالحب وعزّة النفس في آن.

هذا التماهي في الأنا يشكّل على حدّ سواء الداء والدواء، كأني بهذه الشاعرة البوهيميّة تبلسم جراح المرأة الثائرة فيها. تبوح لتشفى، تعترف لتغفر لنفسها ذنبا لم تقترفه فنسمعها تصرخ: ما ذنب سمائي؟ وهنا نستشهد بما جاء في الصفحة 45 من الديوان:

«ما ذنب سمائي 

إن لم تعلم نسورك كيف تمخر عباب ضبابي؟

وطئتَ مداد كوني، وأنت قوس قزح

عرفت بعض ألوان، وغفلتَ عن معجم ألواني؟».

في الواقع يخطىء من يعتقد انّ هذه البوهيمية ترقص على إيقاع الهوى لأنّ الحب في عالمها تفصيل يعطّر القصيدة. الجدير القول بأنّ الحرية هي إكسير حياة الشاعرة، نعم الحرية هي النار والنور تشعل فيها ليالي العيد وتضيء فيها أرض العناوين. هي الفرح والشجن في آن: إذ بها تحتسي من خمرة الحبّ آلاما لتحوّلها ثورة في روحها والقصيدة.

فنقرأ في قصيدة «سأبقى»:

«سأبقى رغم بتر الوصال

أنا هي غابتك السمراء

غابة من شجرة واحدة غامضة

وارفة الحبّ والجمال

سأبقى جزارة أعاندك في شدّ الحبال

ومحوِ الجبال

وأقطع أمام عينيك جذع كل امرأة

خلتها يا حبيّ شُجيرة حبّ ودلال»!

ديوان «بوهيميَّة» للشاعرة ميراي عبدالله شحاده يحمله نيسان لنا على بساط من حنين مغلّفاً بهدية منشورات منتدى شاعرة الكورة الخضراء. منه نقطف جنائن الهوى ونشهد للجراح كيف تخيط ثوب القصيدة وكيف تزهر دمعة الغياب تاريخا من وفاء وإلهام.

 ميشلين مبارك